وقيل: بل الآية في بلعام، وقيل: بلعم بن باعورا، وقد كان نبيا في بني إسرائيل فزاغ، وسبب زيغه أن بني إسرائيل (وموسى) لما أرادوا قتال الملك الذي هو في أرضه، أراد منه الملك أن (يدعو) عليهم، وأن يخرج إليه لأجل ذلك، فاستأمر ربه في ذلك، فنهاه عن ذلك، فامتنع، فطلب الملك وجه الحيلة في ذلك، فأخبر أن له امرأة حسناء، وهو مشغوف بها، وأن ذلك لا يكون إلا من قبلها، فأهدى إليها الهدايا الفاخرة، فزينت له ذلك، وحملته عليه، فخرج إلى الملك، ثم إنه استشاره في ذلك، فدخله الشيطان وزين له الحيلة، وأن هذا موسى كليم الله، ومعهم المؤمنون، وأنهم ما داموا على الخير لا قدرة لأحد بهم، وإنما الوجه في ذلك أن تزين النساء، وتدخل عسكرهم، فمتى وقع منهم الزنا والفساد (هزموا وهلكوا)، ثم إن بلعم بعد أن رتب الحيلة حصلت له الأمور الشيطانية والزيغ.
Bogga 82