185

Igaathidda Waxgaradka

إغاثة الملهوف بالسيف المذكر لسعيد بن خلفان الخليلي

Noocyada

Fiqiga

ووجه الاستدلال : في قوله تعالى: (لا ينال عهدي الظالمين): أن عهد الله هو أمره، وبالتالي فإن المعنى للآية إما أن يريد سبحانه وتعالى أن الظالمين غير مأمورين، أو أنهم لا يجوز أن يقبل منهم أوامر الله تعالى وأحكامه وأنهم لا يؤمنون عليها، "فلما بطل الوجه الأول لاتفاق المسلمين على أن أوامر الله تعالى لازمة للظالمين كلزومها لغيرهم، وأنهم استحقوا سمة الظلم لتركهم أوامر الله، ثبت الوجه الآخر وهو أنهم غير مؤتمنين على أوامر الله تعالى، وغير مقتدى بهم فيها، فلا يكونون أئمة في الدين، فثبت بدلالة هذه الآية بطلان إمامة الفاسق، وأنه لا يكون خليفة، وأن من نصب نفسه في هذا المنصب وهو فاسق لم يلزم الناس اتباعه ولا طاعته، وكذلك قال النبي عليه السلام (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)، ودل أيضا على أن الفاسق لا يكون حاكما وأن أحكامه لا تنفذ إذا ولي الحكم، وكذلك لا تقبل شهادته ولا خبره إذا أخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا فتياه إذا كان مفتيا، وأنه لا يقدم للصلاة -وإن كان لو قدم واقتدى به مقتد كانت صلاته ماضية- فقد حوى قوله: (لاينال عهدي الظالمين) هذه المعاني كلها (¬1) ".

... وعقب على هذا الإستدلال بمايلي:

أ- ماروي عن الحسن البصري وقتادة في قوله تعالى: (لا ينال عهدي الظالمين) أن المعنى المراد هو :"لا ينال عهد الله في الآخرة الظالمين فأما في الدنيا فقد ناله الظالم فأمن به، وأكل، وعاش، وأبصر" أي: لا أوأمنهم من عذابي (¬2) .

ب- وبما روي عن سعيد بن جبير أنه قال: "الظالم هنا: المشرك (¬3) "

2- كما استدلوا بعدة آيات أخرى منها:

¬__________

(¬1) الجصاص، (أحكام القرآن)، ج1 ص 69-70. وأنظر كذلك القرطبي، (الجامع لأحكام القرآن)، ج2 ص74-75. والزمخشري (الكشاف)، ج1 ص184. والقنوبي، (الإمام الربيع بن حبيب)، ص69.

(¬2) القرطبي، (الجامع لأحكام القرآن)، ج2 ص74.

(¬3) المرجع السابق نفسه.

Bogga 185