Igathat Allahfan fi Masayid al-Shaytan - Tafsir al-Faqih
إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان - ت الفقي
Tifaftire
محمد حامد الفقي
Daabacaha
مكتبة المعارف،الرياض
Goobta Daabacaadda
المملكة العربية السعودية
Noocyada
سبحانه: ﴿إِنّ الشّيْطَانَ لَكُمْ عَدُو فَاتّخِذُوهُ عَدُوا﴾ [فاطر: ٦] وقال: ﴿يَا بَنِى آدَمَ لا يَفْتِنَنّكُم الشّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أبَوَيْكُمْ مِنَ الجنَّةِ﴾ [الأعراف: ٢٧] وأخبرنا بما صنع بأبوينا تحذيرا لنا من طاعته، وقطعًا للعذر فى متابعته، وأمرنا الله ﷾ باتباع صراطه المستقيم ونهانا عن اتباع السبل، فقال سبحانه:
﴿وَأَنّ هذَا صِرَاطِى مستقيمًا فَاتبِعُوهُ وَلا تَتّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ﴾ [الأنعام: ١٥٣] . وسبيل الله وصراطه المستقيم هو الذى كان عليه رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم وصحابته بدليل قوله ﷿: ﴿يس وَالْقُرْآنِ الْحكِيمِ إِنّكَ لَمِنَ المُرْسَلِينَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [يس: ١- ٤] وقال: ﴿وَإِنّكَ لَعَلَى هُدًى مُسْتَقِيمً﴾ [الحج: ٦٧] وقال: ﴿إِنّكَ لَتهْدِى إلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [الشورى: ٥٢]، فمن اتبع رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم فى قوله وفعله فهو على صراط الله المستقيم، وهو ممن يحبه الله ويغفر له ذنوبه، ومن خالفه فى قوله أو فعله فهو مبتدع متبع لسبيل الشيطان غير داخل فيمن وعد الله بالجنة والمغفرة والإحسان".
فصل
ثم إن طائفة الموسوسين قد تحقق منهم طاعة الشيطان، حتى اتصفوا بوسوسته. وقبلوا قوله، وأطاعوه، ورغبوا عن اتباع رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وصحابته، حتى إن أحدهم ليرى أنه إذا توضأ وضوء رسول الله ﵊ أو صلى كصلاته، فوضوؤه باطل، وصلاته غير صحيحة. ويرى أنه إذا فعل مثل فعل رسول الله ﵊ فى مؤاكلة الصبيان، وأكل طعام عامة المسلمين، أنه قد صار نجسًا يجب عليه تسبيع يده وفيه، كما لو ولغ فيهما كلب أو بال عليهما هر.
ثم إنه بلغ من استيلاء إبليس عليهم أنهم أجابوه إلى ما يشبه الجنون، ويقارب مذهب السوفسطائية الذين ينكرون حقائق الموجودات، والأمور المحسوسات، وعلم الإنسان بحال نفسه من الأمور الضروريات اليقينيات، وهؤلاء يغسل أحدهم عضوه غسلا يشاهده ببصره ويكبر، ويقرأ بلسانه، بحيث تسمعه أذناه ويعلمه بقلبه، بل يعلمه غيره منه ويتيقنه
1 / 133