228

سؤال فإن قالوا: ما أنكرتم أن يكون العقد لابي بكر وعمر الامامة، وتقدمهما على الكافة في الرئاسة، يدل على فضلهما في الاسلام، وعلوهما في الديانة، وإن كنا لا نحيط علما بذلك الفضل، ولم يتصل بنا من جهة الاثر والنقل. وذلك انهما لم يكونا من أشرف القوم نسبا فيدعو ذلك إلى تقديمهما، لان بني عبد مناف أشرف منهما، ولا كانا من أكثرهم مالا فيطمع العاقدون لهما في نيل أموالهما، ولا كانا أعزهم عشيرة فيخافون عشيرتهما. فلم يبق إلا أن المتقدمين لهما على أمير المؤمنين عليه السلام والعباس بن عبد المطلب وسائر المهاجرين والانصار إنما قدموهما لفضل عرفوه لهما، وإلا فما السبب الموجب لاتباع العقلاء المخلصين لامرهما، ونصبهما إمامين لجماعتهم ورئيسين لكافتهم لولا الذي ادعيناه ؟ جواب قيل لهم: لو كان للرجلين فضل حسب ما ادعيتموه، وكان ذلك

--- [ 230 ]

Bogga 229