فصل فإن قال: قد وضح لي ما ذكرتموه في أمر هذه الآية، وأثبتموه في معناها، كما ظهر الحق لي فيما تقدمها (1)، وانكشف بترادف الحجج التي أوردتموها ماكان مستورا عني من ضعف تأول مخالفيكم لها، غير أني واصف استدلالا لهم من آي اخر على ما يدعونه من إمامة أبي بكر وعمر، لاسمع ما عندكم فيه، فإن أمره قد اشتبه علي ولست أجد محيصا عنه، وذلك أنهم قالوا: وجدنا الله تعالى يقول في سورة الفتح: { سيقول لك المخلفون إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها ذرونا نتبعكم يريدون أن يبدلوا كلام الله قل لن تتبعونا كذلكم قال الله من قبل فسيقولون بل تحسدوننا بل كانوا لا يفقهون إلا قليلا } (2). ثم قال: { قل للمخلفين من الاعراب ستدعون إلى قوم أولى بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون فإن تطيعوا يؤتكم الله أجرا حسنا وإن تتولوا كما توليتم، من قبل يعذبكم عذابا أليما } (3).
---
(1) (في امر.. تقدمها) ليس في ب، م. (2) سورة الفتح 48: 15. (3) سورة الفتح 48: 16.
--- [ 108 ]
Bogga 107