77000
المجموع
268820
277000
الاستعمار الفرنسي
بعد أن سقط الاستعمار الفرنسي في أمريكا، بدأت فرنسا في القرن التاسع عشر في بناء إمبراطورية جديدة تركز معظمها في أفريقيا، فساحل البحر المتوسط الجنوبي من مراكش إلى مصر كان يخضع اسميا للدولة العثمانية، ولم يكن حتى أوائل القرن التاسع عشر مطمعا لدول أوروبا، ولم تعده إحدى الدول الأوروبية مكانا لنفوذها، وذلك على الرغم من حملة نابليون على مصر وصراع فرنسا وإنجلترا على هذه المنطقة في أواخر القرن الثامن عشر، فهذه الحملة وهذا الصراع لم ينجم عنهما ادعاءات لأي من الدولتين على الركن الشمالي الشرقي من القارة، بل تركا مصر كجزء من الدول العثمانية - على الأقل اسميا.
وفي 1830 قام الأسطول الفرنسي بعدة معارك مع قراصنة البربر الذين يحتمون بساحل الجزائر، وكان من نتائج هذه المعارك احتلال فرنسا للجزائر التي ظلت خاضعة للحكم التركي منذ 1519. وفي 1831 أنشأت الفرقة الأجنبية الفرنسية التي كان لها تاريخ طويل خلال تاريخ فرنسا المعاصر، وعلى إثر الاحتلال الفرنسي قامت الحرب المقدسة من أجل إجلائهم بزعامة الأمير عبد القادر الذي ظل يحارب حتى عام 1847، وبعد سقوط عبد الكريم استتب الأمر لفرنسا في الجزائر، وجاء في دستور 1848 أن الجزائر جزء لا يتجزأ من فرنسا، وعلى مر الزمن أصبحت الجزائر من أهم مستعمرات فرنسا عبر البحار، كما أنها كانت أهم مركز فرنسي في الإمبراطورية الفرنسية في أفريقيا.
وفي خلال الثلاثينيات وأوائل الأربعينات من القرن التاسع عشر بدأت فرنسا تتجه إلى بسط نفوذها على مصر بواسطة مساندة محمد علي ، ولكنها عجزت عن مساعدته حينما تغلبت القوى الدولية - وعلى رأسها بريطانيا - على محمد علي، ومنذ ذلك الوقت كفت فرنسا عن الالتفات إلى هذه المنطقة التي أصبحت فيما بعد مركزا لأطماع بريطانيا المتزايدة، والتي انتهت بالاحتلال البريطاني لمصر 1882، وقد لعبت قناة السويس وأسهمها دورا كبيرا في هذا الصراع الإنجليزي الفرنسي.
ويتضح من هذا أن الدول الأوروبية حتى منتصف القرن التاسع عشر لم تكن بعد قد التفتت إلى أفريقيا ككل، بل كانت أعينها وأطماعها تتركز فقط على شواطئها الشمالية، وبخاصة بعد إنشاء طريق الهند الجديد عبر السويس، مما أعاد إلى البحر المتوسط أهميته القديمة التي فقدها منذ اكتشاف رأس الرجاء الصالح، وكانت أقدم الدول الأوروبية اتصالا ببقية أفريقيا حتى تلك الفترة - البرتغال وهولندا - تكاد اهتماماتها بأفريقيا لا تتعدى الشواطئ إلا لمسافات قليلة نسبيا داخل القارة؛ كان البرتغاليون في شواطئ أنجولا وموزمبيق، وبريطانيا في إقليم الكاب وسيراليون والبوير في منطقة الأورنج.
وكانت فرنسا قد أنشأت قاعدة لها عام 1627 على مصب السنغال، وأسست مدينة سان لوي التي ظلت تنمو ببطء حتى تولى حكم غرب أفريقيا الفرنسية الحاكم
Bog aan la aqoon