من هذا المثال ومثال آخر هو امتداد الأحوال الصحراوية على الساحل الشرقي ابتداء من خط عرض 1 جنوبا، وإلى اتجاه الشمال منه؛ نستنتج أن هناك اختلافا جوهريا بين قسمي أفريقيا الشمالي والجنوبي؛ فالقسم الجنوبي ضيق عن الشمالي ويطل على مسطحين مائيين كبيرين: المحيط الهندي من الشرق، والأطلنطي من الغرب.
أما النصف الشمالي للقارة فهو عريض، ويتصل من الناحية الشرقية بكتلة آسيا، ونظر لهذا فإن الرياح الشمالية الشرقية المسماة بالرياح التجارية التي تهب على الساحل الغربي للبحر الأحمر في خطوط العرض التي تهب فيها لا تعبر مسطحات مائية كبيرة، وبذلك تكون جافة ويترتب على ذلك امتداد الظروف الصحراوية إلى شمال شرق القارة. (3-1) أقاليم العروض المعتدلة (أ) إقليم المطر الشتوي
يتوزع هذا النوع من المناخ على أطراف القارة الشمالية والجنوبية، ويشمل في: (1)
الشمال: إقليم الأطلس شمال الأطلس الكبرى وأطلس الصحراء، ويمتد على الساحل من ميناء أسفي على المحيط الأطلنطي إلى ميناء صفاقس في تونس. كما يشمل منطقتين صغيرتين، هما: (أ) منطقة الساحل حول مدينة طرابلس بين البحر وحافة جبل نفوسة. (ب) منطقة الجبل الأخضر وغرب برقة. (2)
الجنوب: الجزء الجنوبي الغربي من إقليم الكاب حول مدينة كيبتاون وجبال دراكنشتاين، والقسم الغربي من الكاروو الصغير.
شمال أفريقيا
يتمتع مناخ هذا القسم بحرارة عالية وجفاف صيفي، وهو معتدل إلى بارد شتاء مع سقوط الأمطار، وفي إقليم الأطلس تقف جبال الأطلس بمحاورها المختلفة في أوضاع متعامدة وشبه متعامدة مع اتجاه الرياح الغربية والشمالية الغربية، مما يؤدي إلى زيادة كبيرة في تساقط المطر شتاء.
وبتصادف فصل سقوط المطر مع موسم الحرارة الدنيا (الشتاء) فإن فاعلية كمية المطر الساقط بالنسبة للزراعة كبيرة جدا، بالمقارنة بما لو كان عليه أمر سقوط المطر مع موسم الحرارة العليا. وهذه الحالة هي عكس ما هو حاصل في إقليم المطر الصيفي المداري (السوداني) الذي يجعل هناك ضرورة لكميات أكبر من الأمطار لكي يصلح الزرع.
وفي إقليم الأطلس لا يحدث الصقيع إطلاقا في النطاق الساحلي، وإن كانت الثلوج تتساقط فيه أحيانا، لكنها سرعان ما تذوب لعدم انخفاض درجة الحرارة تحت الصفر إلا فيما ندر (راجع هذه الحقيقة من شكل رقم 16)، أما في المناطق العالية جدا من جبال الأطلس، فإن هناك مناطق جليد دائمة، كما يسقط الثلج شتاء ويحدث الصقيع في الأماكن التي تزيد عن ألف متر ارتفاعا.
خريطة رقم (15).
Bog aan la aqoon