Maamulka Islaamiga ah ee Cisiga Carabta
الإدارة الإسلامية في عز العرب
Noocyada
ديوان الجيش: وفيه الإثبات والعطاء. وديوان الأعمال: ويتولى الرسوم والحقوق. وديوان العمال: ويختص بالتقليد والعزل. وديوان بيت المال: ينظر في الدخل والخرج.
والمهدي أول من جلس للمظالم من بني العباس، يقيم العدل بين المتظالمين، ومشى على أثره الهادي والرشيد والمأمون. وكان المهتدي آخر من جلس للنظر فيها. وبسط المهدي يده في العطاء فأذهب جميع ما خلفه المنصور وهو ستمائة ألف ألف درهم وأربعة عشر ألف ألف دينار، وأجرى المهدي على المجذمين وأهل السجون في جميع الآفاق، وأمر بإقامة البريد بين مكة والمدينة واليمن وبغداد ببغال وإبل. ولم يكن هناك بريد قبل ذلك ولا في قطر من الأقطار. وكان وزيره «يرفع إليه النصائح في الأمور الحسنة من أمور الثغور والولايات، وبناء الحصون، وتقوية الغزاة، وتزويج العزاب، وفكاك الأسرى والمحبسين، والقضاء على الغارمين، والصدقة على المتعففين.» واشتد المهدي على الزنادقة، وقتل في جملة من قتل ابن وزيره أبي عبد الله بن معاوية فاستوحش كل منهما من صاحبه فاعتزل الوزير الخدمة.
قال رجل للمهدي: عندي نصيحة يا أمير المؤمنين. فقال: لمن نصيحتك هذه؛ لنا؟ أم لعامة المسلمين؟ أم لنفسك؟ قال: لك يا أمير المؤمنين. قال: ليس الساعي بأعظم عورة ولا أقبح حالا ممن قبل سعايته، ولا تخلو من أن تكون حاسد نعمة فلا تشفي غيظك أو عدوا فلا نعاقب لك عدوك. ثم أقبل على الناس فقال: لا ينصح لنا ناصح إلا بما فيه رضى لله وللمسلمين صلاح؛ فإنما لنا الأبدان وليس لنا القلوب، ومن استتر عنا لم نكشفه، ومن بادانا طلبنا توبته، ومن أخطأ أقلنا عثرته؛ فإني أرى التأديب بالصفح أبلغ منه بالعقوبة، والسلامة مع العفو أكثر منها مع العاجلة، والقلوب لا تبقى لوال لا ينعطف إذا استعطف، ولا يعفو إذا قدر، ولا يغفر إذا ظفر، ولا يرحم إذا استرحم. وهذا أرقى الأدب في استمالة القلوب وحسن سياسة الناس، ومن وفق إلى تطبيق هذه القواعد على أمته لا يحتاج إلى سلاح يخيفهم ولا إلى جند يضبطهم.
وأفضت الخلافة إلى الهادي، والدواوين مدونة مرتبة، فمن ديوان الخراج، إلى ديوان الضياع، إلى ديوان الزمام، إلى ديوان التوقيع والتتبع على العمال، إلى ديوان النظر أي المكاتبات والمراجعات، إلى ديوان الرسائل، إلى ديوان البريد والخرائط ... إلى غير ذلك من الدواوين. ومن أهم ما عمله الهادي في عهده القصير: أن منع أمه الخيزران من التدخل في أمور السلطان لقضاء حوائج الناس.
31
وحلف أن يضرب عنق كل من يقف على بابها من قواده وخاصته وخدمه قائلا لها: أما لك مغزل يشغلك، أو مصحف يذكرك، أو بيت يصونك؟ إياك ثم إياك أن تفتحي فاك في حاجة لملي أو ذمي. فعملت والدته بما رسم لها ابنها، وكانت في أول خلافة الهادي تفتات
32
عليه في أموره، وتسلك به مسلك أبيه من قبله في الاستبداد بالأمر
33
والنهي. أما ابنها فكان من رأيه أنه «ليس من قدر النساء الاعتراض في أمر الملك.» وقال: «ما للنساء والكلام في أمر الرجال؟!» ولما كان في آخر أيامه من الدنيا استدعاها وقال لها: قد كنت نهيتك عن أشياء وأمرتك بأخرى على ما أوجبته سياسة الملك لا موجبات الشرع من برك، ولم أكن عاقا بل كنت لك صائنا وبرا واصلا. ثم قضى نحبه قابضا على يدها واضعا لها على صدره. وبإبعاد الهادي النساء عن الوساطات والشفاعات عمل بوصية جده المنصور لابنه المهدي، وجعل أمور الدولة تسير في قواعدها المرعية على ما تقضي به أحكام الشرع والعقل، ويراه الوزراء والأمراء والقضاة. وكان الهادي جبارا عظيما، وهو أول من مشت الرجال بين يديه بالسيوف المرهفة، والأعمدة المشهورة، والقسي الموتورة، فسلكت عماله طريقته، ويمموا منهجه، وكثر السلاح في عصره.
Bog aan la aqoon