Maamulka Islaamiga ah ee Cisiga Carabta

Kurd Cali d. 1372 AH
81

Maamulka Islaamiga ah ee Cisiga Carabta

الإدارة الإسلامية في عز العرب

Noocyada

إدارة يزيد بن عبد الملك وهشام ويزيد بن الوليد ومروان بن محمد

ولم يكد عمر بن عبد العزيز يلحق بمولاه حتى عادت الدولة إلى سابق عهدها إلا قليلا. وعزل يزيد بن عبد الملك عمال عمر بن عبد العزيز جميعا، وأعاد سب علي على المنابر، وكتب إلى عمال عمر: «أما بعد، فإن عمر كان مغرورا غررتموه أنتم وأصحابكم، وقد رأيت كتبكم إليه في انكسار الخراج والضريبة، فإذا أتاكم كتابي هذا فدعوا ما كنتم تعرفون من عهده وأعيدوا الناس إلى طبقتهم الأولى، أخصبوا أم أجدبوا، أحبوا أم كرهوا، حيوا أم ماتوا، والسلام.» ويزيد هذا أحد إخوة أربعة تولوا الخلافة ولقبوا بالأكبش الأربعة، وهذا كان على غير طريقة إخوته.

وجاء دور هشام في الخلافة وناهيك به من «رجل محشو عقلا» وفيه من الحلم والأناة والعفة ما ظهرت آثاره في إدارة الملك، وعد أحد السواس الثلاثة من بني أمية وهم معاوية وعبد الملك وهشام، وبه ختمت أبواب السياسة وحسن السيرة ، وكان يحب جمع المال وعمارة الأرض واصطناع الرجال وتقوية الثغور وإقامة البرك والقنى في طريق مكة وغير ذلك، ويسير بموكب كسائر الخلفاء من أهل بيته، ولم يكن مثل ذلك لغير أخيه مسلمة بن عبد الملك. وافتتح عهده بعزل عمر بن هبيرة عن العراق وتولية خالد بن عبد الله القسري، فأدار هذه الولاية

119

العظيمة نحو خمس عشرة سنة بإقامة العدل وإفاضة السلام والعمل الصالح. وكان هشام على غاية الإخلاص متقللا متقشفا في ذاته، يقوم بواجب الخلافة حق القيام، ومن أكبر همه إصلاح أموال الدولة، وغلب عليه الاقتصاد حتى كاد ينقلب إلى شح. بينا هو يوصي عقال بن شبة

120

لما وجهه إلى خراسان نظر هذا إلى قباء الخليفة فقال: ما لك؟ قال: رأيت عليك قبل أن تلي الخلافة قباء فنك

121

أخضر فجعلت أتأمل هذا أهو ذاك أم غيره. فقال: هو - والله الذي لا إله إلا هو - ذاك، ما لي قباء غيره، وأما ما ترون من جمعي هذا المال وصونه فإنه لكم.

وكانت دواوينه مثال التدقيق والعناية في معاملة الرعية ومحاسبة العمال الذين يتصرفون له؛ يتخيرهم من الأمناء البعيدين «من الفساد ومن الرشا ومن الحكم بالهوى» ويعتمد في توسيد عظام الأعمال على أناس من أهل بيته. قال عبد الرحمن بن علي: جمعت دواوين بني مروان فلم أر ديوانا أصح للعامة للسلطان من ديوان هشام. وقال غسان بن عبد الحميد: لم يكن أحد من بني مروان أشد حصرا في أمر الصحابة ودواوينه ولا أشد مبالغة في الفحص عنهم من هشام.

Bog aan la aqoon