Maamulka Islaamiga ah ee Cisiga Carabta
الإدارة الإسلامية في عز العرب
Noocyada
ودخلت الدولة في حالة استقرار ونظام في الإدارة، وانتهى
78
تعريب المملكة والإدارة، وأخذت الوظائف الكبرى من النصارى، ونحي آل سرجون الدمشقيون عن إدارة الأموال، وبلغت الفتوحات أقصى حدودها. وظهرت أبهة الملك والسلطان، ومالت الدولة إلى إقامة الأعمال العظيمة على الدهر؛ تخليدا للذكر وإشادة بالفخر، والوليد هو الذي جود القراطيس وجلل
79
الخطوط وفخم المكاتبات وتبعه من بعده من الخلفاء إلا عمر بن عبد العزيز ويزيد بن الوليد؛ فإنهما جريا في المكاتبات على طريقة السلف. ثم جرى الأمر بعدهما على ما سنه الوليد بن عبد الملك إلى أن صار الأمر إلى مروان بن محمد فعمدوا إلى الإطناب. وكان الوليد موفقا في فتوحه في الشرق والغرب بفضل قواده وولاته ممن كان يعرف لهم أقدارهم، وما كانت فتوحه تشغله عن النظر في عمران البلاد. ومن خلق الوليد أنه كان سمحا يسره أن يرى لعماله شيئا من الرفاهية. كتب إليه الحجاج أنه أصيب لمحمد بن يوسف خمسون ومائة ألف دينار فإن يكن أصابها من حلها فرحمه الله، وإن تكن من خيانة فلا رحمه الله. فكتب إليه الوليد أن محمد بن يوسف أصاب ذلك المال من تجارة أحللناها له، وأمره أن يترحم عليه.
وتوسع الأمويون في هذه الحقبة في إفاضة الأموال على عمالهم، وكان القاضي بمصر مثلا يرزق ألف دينار في السنة. كان ابن حجيرة الأكبر في مصر (69-83) على القضاء والقصص
80
وبيت المال، فكان رزقه من القضاء مائتي دينار، وفي القصص مائتي دينار، ورزقه في بيت المال مائتي دينار وعطاؤه مائتي دينار وجائزته مائتي دينار. على أن العادة الجارية عندهم أن لا يعطى العامل سوى رزق واحد. ولم يكن أحد من بني مروان يأخذ العطاء إلا عليه الغزو، فمنهم من يغزو ومنهم من يخرج بدلا. وكانوا يصيرون أنفسهم في أعوان الديوان في بعض ما يجوز لهم المقام به، ويوضع به الغزو عنهم. أما الحجاج فكان يشتد في تجنيد الناس لأنه يقظ حذر دائما ، فكان لا يدع قرشيا ولا رجلا من بيوتات العرب إلا أخرجه «وضرب
81
البعث على المحتلمين ومن أنبت من الصبيان، فكانت المرأة تجيء إلى ابنها وقد جرد فتضمه إليها وتقول له: بأبي! جزعا عليه. فسمي ذلك الجيش: جيش بأبي.» وكان تجريد الشبان من ثيابهم للاطلاع على عيوب أجسامهم فينبذ السقيم ويجند السليم. وخطب الحجاج لما جاء واليا على العراق، وقد بعث بشر بن مروان المهلب إلى الحرورية، ومما قال: «وإياي وهذه الزرافات والجماعات وقال وقيل وما يقولون وفيم أنتم، والله لتستقيمن على طريق الحق أو لأدعن لكل رجل شغلا في جسده، ومن وجدته بعد ثالثة من بعث المهلب سفكت دمه، وانتهبت ماله، وهدمت منزله.» فشمر الناس بالخروج إلى المهلب، ولا يمنع بعث البعوث عند الشدائد من وجود جيوش عند الخليفة وعماله في الأقطار تشبه الجيش الدائم تحت السلاح يتيسر حشده عند الحاجة بقليل من العناية.
Bog aan la aqoon