Maamulka Islaamiga ah ee Cisiga Carabta
الإدارة الإسلامية في عز العرب
Noocyada
وأوصى أحد أقاربه ممن استعمله فقال: لا تبيعن كثيرا بقليل، وخذ لنفسك من نفسك، واكتف فيما بينك وبين عدوك بالوفاء تخف عليك المؤنة وعلينا منك، وافتح بابك للناس. وقال لآخر: إذا أعطيت عهدا فف به، ولا تخرجن منك أمرا حتى تبرمه، فإذا خرج فلا يردن عليك، ولا تطمعن أحدا في غير حقه ولا تؤيسن أحدا من حق له. قواعد وضعها معاوية لعماله وفيها شيء من الأساليب لكف الناس بعضهم عن بعض، وإرضاء كل واحد بحقه، وتوفير ثقة الرعايا بولاتهم؛ ليعتقدوا أنهم لا يكذبون، وأنهم إذا قالوا فعلوا.
ومن يمن الدولة الأموية أن كانت لا تستعمل من العمال إلا من ثبتت كفاءته ونجدته في تأييد سلطانها، يمحضونها النصح، ولا يغفلون عن تعهد حال الناس، وكشف ظلاماتهم، واتخاذ الطرق المفضية إلى ما فيه راحتهم وهناؤهم، وإذا تبرم أهل قطر بتدابير من وليهم ينقله الخليفة إلى قطر آخر يستعيض عنه أكفأ منه أو من كان على شاكلته أو ألين منه عريكة، يريد عاملا حقيقيا للعمل لا عملا لعامل يرزقه، يتطلب عاملا إذا عرضت له المعضلات أن يفتق له وجه الحيلة ما يتوجه له فيه وجه. أوعز زياد إلى والي خراسان أن يصطفي لمعاوية الصفراء والبيضاء فلا يقسم في الناس ذهبا ولا فضة؛ عملا بكتاب ورد عليه من الخليفة. فكتب والي خراسان إلى زياد: بلغني ما ذكرت من كتاب أمير المؤمنين وإني وجدت كتاب الله تعالى قبل كتاب أمير المؤمنين، وإنه والله لو أن السماء والأرض كانتا رتقا
12
على عبد ثم اتقى الله جعل له مخرجا، والسلام. وقسم الفيء بين الناس من الذهب والفضة، ولم ينفذ ما أمر به الخليفة من أمر يجحف بأرباب الاستحقاق في العطاء من الجند والعمال؛ ذلك لأنه رأى في ولايته ما لم يره الخليفة ولا عامله الأكبر زياد. وهذا مما يشعر بما كان للعامل الأمين في عهد معاوية من الحرية فيما يرتئيه لإصلاح عمله. والإدارة في قطر قد لا تصلح لقطر آخر، والحاضر يرى ما لا يراه الغائب.
قال زياد: ما غلبني أمير المؤمنين إلا في واحدة، طلبت رجلا فلجأ إليه وتحرم
13
به. فكتب إليه: إن هذا فساد لعملي إذا طلبت رجلا لجأ إليك وتحرم بك. فكتب إليه معاوية: إنه لا ينبغي أن نسوس الناس بسياسة واحدة فيكون مقامنا مقام رجل واحد، ولكن تكون أنت للشدة والغلظة، وأكون أنا للرأفة والرحمة، فيستريح الناس بيننا. وأعظم بمثل هذا الدهاء! وقديما قالوا: الدهاة أربعة؛ معاوية للروية، وعمرو بن العاص للبديهة، والمغيرة بن شعبة للمعضلات، وزياد لكل كبيرة وصغيرة. وقال بعضهم: دهاة العرب وذوو الرأي والمكيدة: معاوية وعمرو والمغيرة وقيس بن سعد وعبد الله بن بديل بن ورقاء. وأربعة ممن ذكر دبروا ملك بني أمية والآخران كانا من جماعة علي.
علمنا أن معاوية ما كان يستخدم الحسام، إذا أجزأه
14
الكلام، رمى أهل مصر بعمرو بن العاص لأنهم اشتركوا في مقتل عثمان، كما اشتركت الكوفة والبصرة وبعض أهل المدينة، ولما هلك ولى مصر أخاه عتبة بن أبي سفيان،
Bog aan la aqoon