98

المسألة العاشرة ((أن الله تعالى واحد))

أنه يجب على المكلف أن يعلم أن الله تعالى واحد. الواحد في أصل اللغة يستعمل بمعنى واحد العدد يقال واحد اثنان. قال الدواري: وبمعنى أنه لا يتجزأ كما يقوله في الجوهر أنه واحد على معنى أنه لا يتجزأ. وفي عرف اللغة بمعنى المنفرد بصفات الكمال على حد تقل مشاركته فيها،ولا يجوز أن يطلق على الباري تعالى أنه واحد على معنى أنه واحد العدد لأنه يقتضي أنه من أعداد وهو من جنسهم وذلك لا يجوز عليه تعالى،ولهذا قال علي عليه السلام في وصف الله تعالى واحد لا بعدد،ولا يجوز أن يطلق على الباري أنه واحد بالمعنى العرفي لأن معناه ثبوت مشارك ولا مشارك له عز وجل،ويطلق على الباري أنه واحد بمعنى أنه متفرد بصفات الإلاهية لا ثاني له يشاركه في القدم والإلاهية،والمعنى في ذلك أي حد الواحد في اصطلاح المتكلمين أنه منفرد بصفات الكمال وهي كونه قادرا على جميع أجناس المقدورات، عالما بجميع أعيان المعلومات،حيا قديما لم يزل ولا يزال على حد لا يشاركه فيها غيره على الوجه الذي استحقها وهو للذات بواسطة أو لا واسطة، وعلى قول الأئمة وأبي الحسين والشيخ محمود: القدر الأخير مغير للمعنى إذ لا كلام لهم في الاستحقاق كما مر.والقول بأن الله تعالى واحد لا إله غيره هو مذهب جميع أهل الإسلام العدلية والجبرية إذ لا يقول أحد منهم بأن معه تعالى قديما مستقلا،واختلافهم إنما هو في قديم غير مستقل، فعند أهل العدل لا قديم معه مطلقا،وعند المجبرة معه قديم

غير مستقل وهي المعاني كما مر لهم وقد تقدم بطلان مقالتهم.

والخلاف في ذلك مع فرق ست وهم الثنوية، والمجوس، والنصارى، والمطرفية، والباطنية، والفلاسفة.

Bogga 116