Idaah Fi Sharaxa Misbaax
كتاب الإيضاح في شرح المصباح
Noocyada
وروينا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه سأله رجل فقال: يا رسول الله أخبرني بكلمات جوامع نوافع ، فقال:(اعبد الله ولا تشرك به شيئا، وزل مع القرآن حيث زال، قال: زدني، قال:من أتاك بالحق فاقبله وإن كان بعيدا بغيضا ومن أتاك بالباطل فاردده وإن كان حبيبا قريبا)، ولو كانت الكثرة تدل على صحة صحيح لأرشده الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ودله عليها. وبالإسناد الموثوق به إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:(واقنع بقبول الحق من حيث ورد عليك وميز بعقلك ما اشتبه عليك فإنه حجة الله عليك ووديعة عندك وبرهانه فيك)، وكيف تكون الكثرة دالة على الحق والنبي صلى الله عليه وآله وسلم كان في ابتداء أمره في قلة من أصحابه وهو على الحق ومن اتبعه، ومن عند عنه من الكفار على أنهم ملئ الأرض على ضلال، فهل كان يسعهم الاعتذار من ترك متابعته بأنهم أولى بالحق منه بمكان كثرتهم ، كلا بل هو صلى الله عليه وآله وسلم المحق وهم المبطلون والمهتدي وهم الضالون. ومما يوضح لك الحال: أن الغالب على أكثر أهل الدنيا أنواع الفسق من الظلم والكذب والبغي والعدوان وسائر أصناف العصيان، والعدل الثقة قليل جدا بالإضافة إلى غيره بل ربما لا يوجد العدل المرضي بالبلاد الكبيرة وعلى كثرة أهلها، فكيف يرجح ذوي تمييز مذهبه لكثرة القائلين به. وفيما ذكرناه كفاية لمن أنصف نفسه ولم يعم التعصب عين بصيرته، ومن اهتدى فلنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها.
Bogga 335