231

أما فضيلة القرابة: فلأنه ابن عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأبيه وأمه، وشاهد ذلك قول أبي طالب:

إن عليا وجعفرا ثقة عند شدائد الأمور والكرب

لا تخذلاه وانصرا ابن عمكما أخي لأمي من بينهم وأبي

ولذلك فإنه عليه الصلاة والسلام لما علم احتجاج قريش على الأنصار بالقربى، قال: احتجوا بالشجرة وأضاعوا الثمرة، وقال في معنى ذلك:-

وإن كنت بالشورى ملكت أمورهم فكيف تليها والمشيرون غيب

وإن كنت بالقربى حججت خصيمهم فغيرك أولى بالنبي وأقرب

وأما فضيلة النجابة: فلأن نسبه هو نسب النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يفرق بينهما من الأمهات إلا فاطمة بنت أسد بن هاشم أم علي عليه السلام وفضائلها مشهورة، ومما يؤيد ذلك: حكاية الحاكم رحمه الله تعالى في كتاب تنبيه الغافلين عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال(إن الله تعالى خلق روحي وروح علي قبل أن يخلق آدم عليه السلام بما شاء الله، فلما خلق آدم أودع أرواحنا في صلبه فلم يزل ننقلها من صلب طاهر إلى رحم طاهر لم يصبها دنس الشرك ولا عهر الجاهلية حتى أقرها في صلب عبد المطلب ثم أخرجها من صلبه فقسمها قسمين فجعل روحي في صلب عبد الله وروح علي في صلب أبي طالب، فعلي مني وأنا من علي نفسه كنفسي وطاعته كطاعتي، لا يحبني من يبغضه، ولا يبغضني من يحبه).

Bogga 273