وثانيها: نظر المقابلة يقال الجبلان يتناظران والداران تتناظران معناه تتقابلان ويدل عليه قول الشاعر:
إذا نظرت إلي جبال أحد أفادتني بنظرتها سرورا
معناه قابلتني .
قال الدواري: فيه نظر إذ مقصود الشاعر بنظر جبال أحد تقليب أحداقها أورده على جهة الاستعارة والتجوز.
وثالثها: نظر الانتظار وهو التوقع لحصول أمر في المستقبل ومنه قول الشاعر:
وجوه يوم بدر ناظرات إلى الرحمن يأتي بالخلاص
معناه منتظرة وعليه قول الله تعالى في قصة بلقيس السبأية { إني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون } (النمل:35) معناه منتظرة.
ورابعها: نظر الرحمة وهو إرادة حصول منفعة للغير أو دفع مضرة عنه ومنه قول الشاعر:
أنظر إلي بنظرة من رحمة فالفقر يزري والنعيم متجل
ويروى بعين برك نظرة .
قال الدواري: فيه نظر لأنه أراد تقليب الحدقة ، وكأنه جعل للرحمة حدقة ، ولتلك الحدقة نظرات تعطف ورأفة فأمره أن ينظر إليه بتلك النظرات ، وهذا على جهة الاستعارة الرائقة ، ويشهد بذلك أن الرحمة قد ذكرت فلا (يصح أن يكون المراد) نظر الرحمة ، ومن ذلك قول الله تعالى في قصة أهل النار { ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم } (آل عمران:77) معناه ولا يرحمهم.
وخامسها: نظر الفكر وهو المراد هنا وهو إجالة الخاطر في شيء لتحصيل اعتقاد ويرادفه التفكر ، وعليه حمل قول الشاعر:
Bogga 16