328

Idaah Fi Qiraat

الإيضاح في القراءات

Noocyada

... وعن بكر /64و/ بن مضر، أن سليم بن عتر التجيبي كان يختم القرآن في ليلة ثلاث مرات ويجامع ثلاث مرات، فلما مات قالت امرأته: رحمك الله، إن كنت لترضي ربك وترضي أهلك، قالوا: وكيف ذاك ؟ قالت: كان يقوم من الليل، فيختم القرآن، ثم يلم بأهله، ثم يغتسل ويعود فيقرأ حتى يختم، ثم يلم بأهله، ثم يغتسل ويعود فيقرأ حتى يختم ثم يلم بأهله، ثم يغتسل فيخرج لصلاة الصبح (¬1)

وإنما حذفت أسانيد هذه الأحاديث خشية التطويل.

والمستحب للقارئ من جميع ما ذكرنا ما ذكرته من صفة قراءة رسول الله صلى الله عليه وأكثر الصحابة والتابعين، وهو التوسل في القراءة لموافقته قوله -عز وعلا- : (ورتل القرآن ترتيلا ) ]المزمل4[، ولأنه اكثر فائدة للقارئ لمعان:

أحدها: أن القارئ لا يتهيأ له أن يتعهد حدود التحقيق وغيرها في حال قراءته، إلا بأن يترسل فيها.

والثاني: أن الذي ينبغي أن يستفيده القارئ من قراءته لا يحصل له إلا بأن يترسل فيها، وذلك بفهم معاني القرآن كما قال -عز وعلا-: (كتاب أنزلناه إليك مبارك ) ]ص29[ إلى آخر الآية.

والثالث: أن القارئ لا يتهيأ له أن يتعهد في قراءته متشابه القرآن، ووجوه إعرابه، وحفظ آياته في مواضعها حتى يكون في قراءته أقل سهوا وغلطا، وأسلم من الخطأ واللحن، إلا بأن يترسل فيها.

الرابع:أن القارئ إذا قرأ في الدنيا ورتل ابتغاء وجه ربه - عز وجل- يقال له في الآخرة: اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها، فإذا كان القارئ قرأ في الدنيا ترتيلا، وقرأ في الآخرة كذلك وصعد، صار أرفع درجة ممن قرأ حدرا وصعد.

Bogga 334