حتى إذا فرغ من هذه الأبواب انتقل إلى ما يتعلق باصول القراءة ، فذكر الاستعاذة ومعانيها ، والبسملة وأحكامها ، والتأمين وما يتعلق به ، والتكبير ومواضعه ، وسجدات التلاوة ومواقعها ، وأحكام الإدغام والتبيين ، والإشمام ، وتحقيق الهمز وتليينه ، وأحكام التقاء الهمزتين مع اختلاف مواضعهما ، والإمالة والتضخيم ، والسكت والتمكين ، والمدات ومقاديرها ، وياء الإضافة حركتها وحكم إثباتها أو حذفها من خط المصحف ، ثم ختم بموضوع الوقف وأحكامه وكيفيته مع اختلاف الموقوف عليه .
ويلاحظ هنا أن الأندرابي لم يهمل موضوعا في أصول القراءة ، فجاء بها وافية مكتملة ، وانساقت أبوابه منتظمة وفق منهج يمكن أن نلخص ترتيبه في :
1- نزول القرآن وما يتعلق به .
2- تدوين القرآن ، وما يتعلق بالمصحف .
3- قراءة القرآن ، وما يتعلق بها .
4- القراء وأسانيدهم ، وما يتعلق بذلك .
5- أصول القراءة .
وقد نهج الأندرابي في كل باب منهج الاستقصاء والشرح والتفصيل وذكر الآراء المختلفة في المسألة الواحدة ، مستهلا بما ينبغي الاستهلال به كذكر المعنى اللغوي للمصطلح الذي يتخذه موضوعا ، أو تقديم ما جاء من الحديث والأثر في الموضوع ، أو إجمال الأمر ثم تفصيله ، او التعريف بما ينعقد عليه الباب .
وغالبا ما يختم الأندرابي بابه بذكر الفائدة للقارئ من كل باب وهو ما يتميز به كتابه وصرح به في مقدمة الكتاب (1) ، كقوله في نهاية باب أجزاء القرآن الثلاثين والستين " والفائدة للقارئ في معرفة أجزاء القرآن أنه إذا عرف ذلك قدر أوراده في التراويح وغيرها تقديرا واحدا ، فإذا أحب أن يختم القران في عشر قرأ كل يوم وليلة عشرا منه ، فإذا أحب أن يختمه في عشرين قرأ كل يوم وليلة جزءا من أجزاء العشرين ، وكذلك يفعل إذا أحب أن يختمه في ثلاثين أو اقل منها أو أكثر إن شاء الله " (2) .
Bogga 299