... وأما الصلاة فقد سماها رسول الله صلى الله عليه بذلك، وهو ما روي في حديث أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه: يقول الله: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي (¬1) الحديث، وإنما سماها صلاة لملازمتها الصلاة، من حيث إنها مسنونة في قراءة الصلاة، والعرب تسمي الشيء باسم ما يلازمه، كقولهم لما يخرج من الإنسان: غائط، لملازمته الغائط وهو المطمئن عن الأرض (¬2) ، وكقولهم : الظهر أربع ركعات، والمغرب ثلاث ركعات، يريدون: صلاة الظهر وصلاة المغرب، فيسمونها باسم الوقتين لملازمتها إياهما، كذلك سميت هذه السورة صلاة لملازمتها الصلاة، ويجوز أن تكون سميت صلاة لأنها متضمنة للثناء والدعاء، إذ نصفها ثناء ونصفها دعاء، والصلاة في اللغة الدعاء والثناء (¬3) ، قال الله عز وجل: (وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم ) ]103[، أي دعاؤك.
وأما السبع المثاني فقد روينا في حديث ابي هريرة أن النبي -عليه السلام- قال: الحمد لله السبع المثاني (¬4) ، وعن أبي بن كعب عن النبي -صلى الله عليه- أنه قال: هي السبع المثاني (¬5) ، وسميت بذلك لأنها سبع آيات تثنى في كل صلاة. روي ذلك عن علي، وابن عباس، وطاووس، ومجاهدو غيرهم من أئمة أهل العلم والتفسير.
ومن ذلك سورة المائدة وهي المعروفة من اسمها سميت بذلك لما في آخرها من ذكر المائدة، كما قيل سورة البقرة وآل عمران لذكر البقرة وآل عمران فيها، وقد تسمى هذه السورة سورة الأحبار لما فيها من ذكر الأحبار (¬6) ، وأنشدوا لجرير الخطفي:
Bogga 225