188

Idaah Fi Qiraat

الإيضاح في القراءات

Noocyada

قال أبو سهل: وقد وقع عندي حديث هو أوجه من هذه الأحاديث كلها، وأقرب الى المعنى المحتمل أن أول ما نزل من القرآن فاتحة الكتاب، ثم اقرأ بسم ربك، وهذا عندي أشبه بالمعنى لجهتين: أحداهما: أنها سميت أم الكتاب؛ لأنها أقدم ما أنزل وأوله، كما سميت مكة أم القرى لأنها أقدمها، وسميت فاتحة الكتاب لأن الكتاب فتح بها، أي ابتدأ النزول بتلك السورة، والاخرى: أنه بها تفتح القراءة في الصلاة، وتثنى في كل صلاة، وليس من السور سورة بتلك المنزلة، فيحتمل أن يكون تركهم ذكر نزولها وعدها في عدد السور لشهرتها، ولأنها لا تخفى على أحد منزلتها، يدلك على ما ذهبنا إليه طرح عبد الله بن مسعود إياها من المصحف (¬1) ؛ لأن المصحف إنما كتب وجمع بين اللوحين مخافة الشك والنسيان، فلما لم يخف على فاتحة الكتاب طرحها من المصحف (¬2) .

Bogga 192