وكتب في الحاقة لبيان الحركة (كتابيه ) ]19[، و(حسابيه ) ]20[، و(ماليه ) ] 28[، و(سلطانيه ) ]29[ وفي القارعة (ماهيه ) ]10[ بإثبات الهاء، واختلف في قوله : (لم يتسنه ) ]البقرة259[، و(فبهديهم إقتده ) ]الأنعام 90[، إن الهاء فيهما لبيان الحركة أو لغير ذلك (¬10) وكتب في سورة النساء (فمال هؤلاء القوم ) ]78[، وفي الكهف (مال هذا الكتاب ) ]49[، وفي الفرقان (مال هذا الرسول ) ]7[، وفي الواقعة (فمال الذين كفروا ) ]36[، كتبت هذه الأربعة الأحرف اللام مع ما مقطوعة مما بعدها (¬1) ، والوقف عند بعض القراء على الكتاب وعند بعضهم على الأصل إن اضطر قارئ الى الوقف عليها وهو الصواب، وهو مذهب الكسائي فيما ذكر ابو طاهر، ولم يأت عن غيره فيه شيء.
فصل
واعلم أن هجاءات المصاحف واختلاف كتابتها أكثر من أن يؤتى عليها كلها وقد ذكرنا منها ما هو أنفع للقارئ، وأكثر فائدة للناظر فيه، وما فيه الكفاية والاعتبار لما لم يذكر فيها إن شاء الله.
وإنما كتبت هذه الحروف بعضها على خلاف بعض، وهو (¬2) في الأصل واحدة؛ لأن الكتابة بالوجهين فيها كانت جائزة عندهم، فكتبوا بعضها على وجه وبعضها على وجه آخر، إرادة الجمع بين الوجهين الجائزين فيها (¬3) ، في الكتاب عندهم، على أنهم كتبوا أكثرها على الأصل.ثم اعلم أن كل ما كتب في المصحف على غير اصل لا يقاس عليه غيره من الكلام؛ لأن القرآن يلزمه لكثرة الاستعمال ما لا يلزم غيره (¬4) .
واتباع المصحف في هجائه واجب، ومن طعن في شيء من هجائه فهو كالطاعن في تلاوته لانه بالهجاء يتلى (¬5) .
والفائدة للقارئ في معرفة ما في هذه الفصولات أن يكون على يقين أن الذي يقرأه هو القرآن الذي أنزله الله على نبيه محمد صلى الله عليه بلا خلل فيه من جهة من الجهات (¬6) .
Bogga 155