وأما قوله: (وقالوا اتخذ الله ولدا ) ]البقرة116[، فدخول الواو لعطف جملة من الكلام على جملة تقدمتها وسقوط الواو صحيح على أن السورة تجمع من الأقاصيص ما تجمع الخطبة والقصيدة، فعمل على أن قالوا: كلام مستأنف، كما قال الله -عز وجل- : (وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزوا ) ]البقرة67[.تقديره: (فقالوا) فأمسك عن الفاء؛ لأن الكلام كالمستأنف بعد كلام الاول مع اتصاله بما يليه لما فيه من ضميره، وقال الشاعر:
لما رأيت نبطا أنصارا كنت لها من النصارى جارا
أراد: وكنت، فلم يأت بالواو إيثارا للاجتهاد فجرى مجرى المستأنف وإن كانت النية فيه العطف والنسق.
وكذلك القول والحجة في هذه الحروف كلها قد ذكره العلماء بالقرآن في كتبهم..
Bogga 132