Idah Dalil
إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل
Baare
وهبي سليمان غاوجي الألباني
Daabacaha
دار السلام للطباعة والنشر
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
١٤١٠هـ - ١٩٩٠م
Goobta Daabacaadda
مصر
صِفَات الْمَخْلُوق وَهَذَا القَوْل هُوَ مَذْهَب جمَاعَة من الْمُتَكَلِّمين وَاخْتَارَهُ جمَاعَة من محققيهم وَهُوَ أسلم
وَقَالَ فِي مُقَدّمَة الْمَجْمُوع شرح الْمُهَذّب اخْتلفُوا فِي آيَات الصِّفَات وأخبارها هَل يخاض فِيهَا بالتأويل أم لَا فَقَالَ قَائِلُونَ تتأول على مَا يَلِيق بهَا وَهَذَا أشهر المذهبين للمتكلمين وَقَالَ آخَرُونَ لَا تتأول بل يمسك عَن الْكَلَام فِي مَعْنَاهَا أَو يُوكل علمهَا إِلَى الله تَعَالَى ويعتقد مَعَ ذَلِك تَنْزِيه الله تَعَالَى وَانْتِفَاء صِفَات الْحَادِث عَنهُ فَيُقَال مثلا نؤمن بِأَن ﴿الرَّحْمَن على الْعَرْش اسْتَوَى﴾ وَلَا نعلم حَقِيقَة معنى ذَلِك وَالْمرَاد بِهِ مَعَ أننا نعتقد أَن الله تَعَالَى لَيْسَ كمثله شَيْء وَأَنه منزه عَن الْحُلُول وسمات الْحُدُوث وَهَذِه طَريقَة السّلف أَو جماهيرهم وَهِي أسلم إِذْ لَا يُطَالب الْإِنْسَان بالخوض فِي ذَلِك فَإِذا اعْتقد التَّنْزِيه لَا حَاجَة إِلَى الْخَوْض فِي ذَلِك والمخاطرة فِيمَا لَا ضَرُورَة بل لَا حَاجَة إِلَيْهِ ... الخ
وَجَاء فِي المسامرة شرح المسايرة للكمال بن الْهمام من كَلَام وَقَالَ سلفنا فِي جملَة الْمُتَشَابه نؤمن بِهِ ونفوض تَأْوِيله إِلَى الله مَعَ تنزيهه عَمَّا يُوجب التَّشْبِيه وَالْحَد بِشَرْط أَن لَا يذكر إِلَّا مَا فِي الْقُرْآن وَلَا نبدله بِلَفْظ آخر حَكَاهُ التكساري وَغَيره وَهَذَا مَا قَالَه ابْن الْجَوْزِيّ فِي زَاد الْمسير وَأجْمع السّلف على أَن لَا يزِيدُوا على تِلَاوَة الْآيَة فَقَوْلهم لَا يشتق مِنْهُ الإسم يعنون وَالله أعلم أَن لَا يَقُولُوا مستو على الْعَرْش وَلَا يبدلون لَفْظَة على بِلَفْظ فَوق وَنَحْو ذَلِك تمسك سلفنا بقوله تَعَالَى ﴿وَمَا يعلم تَأْوِيله إِلَّا الله﴾ ... الخ ص ٣٢
قَالَ الإِمَام التِّرْمِذِيّ بعد ذكر حَدِيث النُّزُول من رِوَايَة أبي هُرَيْرَة ﵁ وَهُوَ على الْعَرْش كَمَا وصف بِهِ نَفسه فِي كِتَابه كَذَا قَالَ غير وَاحِد من أهل الْعلم فِي هَذَا الحَدِيث وَمَا يُشبههُ من الصِّفَات قَالَ على الْقَارِي من كَلَام وَالْحَاصِل أَن السّلف وَالْخلف مؤولون لإجماعهم على صرف اللَّفْظ عَن ظَاهره وَلَكِن تَأْوِيل السّلف إجمالي لتفويضهم إِلَى الله تَعَالَى وَتَأْويل الْخلف تفصيلي لاضطرارهم إِلَيْهِ لِكَثْرَة المبتدعين ... الخ
1 / 47