Aaminsanaanta Salafka ee Xarfaha iyo Codadka
جزء فيه ذكر اعتقاد السلف في الحروف والأصوات
Baare
أحمد بن على الدمياطي
Daabacaha
مكتبة الأنصار للنشر والتوزيع
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Noocyada
Caqiidada iyo Mad-habada
هو الحرف والصوت، وذكرنا الدليل على المقدمات، ثبت كونه قديمًا بالإجماع.
وبيان كونه منزلًا من وجهين:
أحدهما: الآيات منها قوله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ﴾ [الأنعام:١١٤]، ﴿وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ﴾ [الشعراء:١٩٢-١٩٣]، ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ [القدر: ١] ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ﴾ [الحجر: ٩]، ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيّا﴾ [يوسف:٢]، ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلًا﴾ [الإنسان:٢٣]، ﴿وَبالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبالْحَقِّ نَزَلَ﴾ [الإسراء: ١٠٥]، ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ﴾ [البقرة:١٨٤] وأمثال هذا كثير في الكتاب العزيز. فهذه الإضمارات عائدة إلى كلام الله تعالى بالإجماع أو لضرورة عدم عودها إلى غير كلام الله تعالى. والوجه الثاني: إجماع الصحابة واتفاقهم على أن كلام الله تعالى منزل والذي يحقق ذلك تتبع جريانهم، وإن هذا الأمر كان مقررًا في عقائدهم جازمين، إذ لو تطرق إلى أحد منهم في ذلك شك أو شبهة لأزالوه بالسؤال للنبي ﷺ مع ما كانوا فيه من الحمية في الدين والاحتراز عن الوقوع في الجهالات، وحينئذ يعلم أن عدم سؤالهم مع كثرة إطلاق لفظ النزول فيما بينهم وانتظارهم ذلك من رسول الله ﷺ في وقائعهم دليل على إجماعهم واتفاقهم على أن كلام الله منزل على نبيه. ونحن نشير إلى جملة من تلك الوقائع التي يعسر إحصائها ليحصل الجزم بأنهم كانوا معتقدين ذلك: فمن ذلك: حديث عائشة ﵂، أن الحارث بن هشام سأل النبي ﷺ كيف يأتيك الوحي؟ الحديث في أول صحيح البخاري١.
_________
١ رواه البخاري (٢-٣٠٤٣) ومسلم (٢٣٣٣)
1 / 29