(66) أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، أخبرنا أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد، حدثنا الجوهري، حدثنا علي بن داود، حدثنا عبد الله بن صالح، حدثنا ابن لهيعة، عن ابن المنكدر، عن جابر: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أقام ثلاثا؛ لم يطعم شيئا حتى شق عليه ذلك، فطاف في منازل جميع أزواجه فلم يصب عند واحدة منهن شيئا. فأتى فاطمة عليها السلام، فقال: (( يا بنية، هل عندك شيء آكله فإني جائع ))؟ فقالت: لا.
فلما خرج بعثت جارية لها برغيفين وبضعة من لحم، فأخذتها منها ووضعتها على جفنة لها وغطتها، وقالت: والله لأوثرن بهذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على نفسي ومن عندي، وكانوا جميعا محتاجين إلى شبعة من طعام، فبعثت حسينا وحسنا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فرجع إليها، فقالت: بأبي أنت وأمي قد أتانا الله بشيء فخبأته لك.
فقال: (( هلمي يابنية )) فكشفت عن الجفنة، فإذا هي مملوءة خبزا ولحما، فقدمته إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
فقال: (( من أين لك هذا ))؟
فقلت: يا أبتي ?هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب? [آل عمران:37].
فقال: (( الحمد لله الذي جعلك يابنية، شبه سيدة نساء بني إسرائيل، فإنها كانت إذا رزقها الله شيئا فسئلت عنه،قالت: ? هو من عند الله?)). فبعث إلى علي عليه السلام، ثم أكل النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلي والحسن والحسين، وجميع أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام حتى شبعوا، وجعل الله فيها بركة وخيرا كثيرا.
* وعن المسيح عليه السلام: إياكم وكثرة الأكل والشرب، فإن الحكيم يحمل الحكمة، والحمار يحمل الطعام والشراب.
(67) وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (( أشرار أمتي الذين ولدوا في النعيم وغذوا به ، إنما همتهم أنواع الطعام وألوان اللباس يتشدقون بالكلام )).
Bogga 84