Ictibar
الإعتبار وسلوة العارفين
لكن قاتله من لايعاب به .... وكان يدعى قديما بيضة البلد * وروي عن ابن عباس: ما رأيت رئيسا كأمير المؤمنين علي عليه السلام، ولقد رأيته يوم صفين وعلى رأسه عمامة بيضاء، وكأن عينيه سراجا سليط، وهو يحمس أصحابه إلى أن انتهى إلي، وأنا في كنف، فقال: معاشر المسلمين استشعروا الخشية، وغضوا الأصوات، وتجلببوا السكينة، واعملوا اللوم، واخفوا الجنن، واقلقوا السيوف في الغمد قبل السلة، والحظوا الشزر، واطعنوا البتر، ونافحوا بالظبا، وصلوا السيوف بالخطا، وامشوا إلى الموت سجحا، وعليكم الرواق المطنب، واضربوا ثبجه فإن الشيطان راكد في كسره، نافج حضنيه مفترش ذراعيه، وقد قدم للوثبة يدا، وأخر للنكوص رجلا، قيل السليط: الزيت، وقوله: يحمس: أي يعظهم، يقال: من أحمست الرجل إذا أغضبته، وأحمست النار إذا ألهبتها، الكتف : الجماعة، وغضوا الأصوات: أي أخفوها نهاهم عن اللغط، واللوم جمع لأمة: وهي الدروع، والجنن: الترسه من جننت الشيء إذا سترته وكأنه يسمي بذلك لأنها تستر صاحبها، واقلقوا السيوف: أي سهلوها للسل حتى يهون لهم ذلك عند الحاجة حتى لا تتعسر، والظبا جمع ظبة: السيف أي حده، وصلوا السيوف بالخطا إذا قصرت عن الضرائب تقدموا حتى تلحقوا، والرماح: النبل، أي إذا قصر نبل الرمح ببعد من تطعنه عنك فارمه بالنبل والسهم، وقوله: امشوا إلى الموت مشيا سجحا: أي سهلا، وعليكم الرواق المطنب، أي رواق البيت المشدود بالأطناب وهي حبال يشد بها الخيم، والحظوا الشزر: وهو النظر بمؤخر العين، والطعن البتر: ما كان وجاه وجهك وحذاءه، والبتر من الطعن الحلس، وقد قيل: البتر مأخوذ من قولهم (ضرب هبر، وطعن بتر، ورمى سعر) أي يقطع من اللحم قطعة يلقمها، رمى سعر: أي كأنه نار، يقال سعرت النار إذا أضرمتها والهبتها، والحضنان: الجنبان.
* وعن أمير المؤمنين عليه السلام: الصمت داعية المحبة
* وعنه عليه السلام: إذا انقضت المدة كان الحتف في العدة.
Bogga 442