Ictibar
الإعتبار وسلوة العارفين
[من حكمه وأشعاره عليه السلام]
* وعن أمير المؤمنين عليه السلام: البشر من البر. من بخل بدنياه جمع لغيره، وخير مالك ما أغناك، وخير منه ما وقاك، من بخل بدينه عظم ربحه، ومن أحب العافية رزق السلامة، اتق الظلم فإن الحكم عدل.مخالطة الأحمق خطر، ومفارقته ظفر، لا تتخذ لئيما خليلا ما وجدت إليه سبيلا، الإمتنان بالمعروف يبطل الحمد، ويمحق الأجر والله يقول: ?لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى ?..الآية[البقرة:264]. ثم أنشد:
وصاحب سلفت منه إلي يد .... أبطا عليه مكافاتي فعاداني
لما تيقن أن الدهر حاربني .... أبدا الندامة فيما كان أولاني
أفسدت بالمن ما أوليت من نعم .... ليس الكريم إذا أسدى بمنان
الكريم نفسه سخية، وعطيته هنية، خالط الكرام، واهجر اللئام تسلم الملام، قلة الطمع سلامة من آفات السقم، لا تطلبن ملاطفة ممن ليست له مخالطة، من طالت لحيته كثرت غفلته، ومن لم يسمع فارفع عنه مؤنة كلامك، لا تواخ من يظهر ودا ويضمر حقدا، إذا زالت الدولة بدت العورة، من أكل أمرار الملح وثلث الوسادة وترقى الحائط ظهر للناس رقاعته وهانت عليهم نفسه.[لاتكرمن من لا يكرمك] لا تحملوا الفروج على السروج، وتهيجوهن للفجور.
* قيل لأهل فارس: أي ملوكهم كان أحمد عندهم سيرة، وأوطى سريرة؟ قالوا: لأردشير فضيلة وسبق في المملكة غير أن أحمدهم سيرة أنوشروان. قال: فأي أخلاقه كان أعود عليه؟ فقالوا: الحلم والأناة. فقال أمير المؤمنين عليه السلام: هما توأمان تنتجهما علو الهمة.
* وأنشد ابن الأنباري لأمير المؤمنين عليه السلام:
لا تعتبن على العباد فإنما .... يأتيك رزقك حين يؤذن فيه
سبق القضاء لوقته فكأنما .... يأتيك حين الوقت أو تأتيه
فثقن بمولاك اللطيف فإنه .... بالعبد أرأف من أب ببنيه
واشع غناك وكن لفقرك صائنا .... تضنى حشاك وأنت لا تبديه
Bogga 438