269

* ولبعضهم، رأى في المرآة طارئ شيب فقال: مرحبا بثمرة الحكمة، وجني التجربة، ولباس التقوى.

* وقيل لابن اليزيدي: باد شبابك.

فقال: هذه عادته فيمن عاش، ولانقشاع الشباب أسرع من انقشاع السحاب، ثم أنشأ يقول:

فقدت لداتي فما منهم .... سواي على الأرض من عابر

إذا بلغ الغصن أدنى المدى .... فلابد للغصن من كاسر

كأني من بعد هذا الكلام .... صريع على راحة القابر

فما عاش بعد هذا القول إلا دون أسبوع.

* جعفر بن معاوية: قال أسماء بن خارجة لجارية له: أعدي لي خضابا.

فقالت: حتى متى أدفعك؟

فقال:

عيرتني خلقا أبليت جدته وهل رأيت جديدا لم يعد خلقا

* لبعضهم:

فيا أسفى أسفت على شبابي .... حناه الجسم والرأس الخضيب

فياليت الشباب يعود يوما .... فأخبره بما فعل المشيب

* لابن دريد:

إن الجديدين إذا ما استوليا .... على جديد أدنياه للبلى

إذا ذوى الغصن الرطيب فاعلمن .... أن قصاراه نفاد ونوى

* الأصمعي، قال أبو عمرو بن العلا: ما بكت العرب على شيء ما بكت على الشباب، وما بلغت به ما يستحق.

* وكذلك عن يونس النحوي.

* أبو الحسن علي بن سليمان الأخفش، حدثنا الحسن بن فهيم، قال سمعت أبي يقول: أخذ جدي بيد يزيد بن هارون، لينهضه فلما لم ينتهض، قال متمثلا، وهو قديم:

أصبحت لا يحمل بعضي بعضا .... كأنما كان الشباب قرضا

فصرت غصنا باليا مرمضا .... مستيقنا أن لن أعود غضا

حتى أرى في بطن أرض عرضا .... كأنما كان شبابي قرضا

حتى أوافي الحشر ثم العرضا

* الفرزدق:

واكيف يميل مثلك للصبا .... وعليك من عظة الحكيم عذار

Bogga 301