* قال رجل لعبد العزيز بن أبي رواد: كيف أصبحت؟ فبكى، ثم قال له: أصبحت والله في غفلة عظيمة من الموت مع ذنوب قد أحاطت بي، وأجل يسرع كل يوم في عمري، وموئل لست أدري على ما أقتحم منه، ثم بكى.
* الحسن بن هانئ في مرضته التي مات فيها فدخل عليه أبو العتاهية عائدا، فقال: كيف تراك؟ فأجابه شعرا:
دب في الفناء سفلا وعلوا .... وأراني أموت عضوا فعضوا
ليس من ساعة مضت بي إلا .... نقصتني بمرها لي جزوا
ذهبت جدتي بطاعة نفسي .... وتذكرت طاعة الله نضوا
قال: فنهض أبو العتاهية ونهضت، فقال: أما سمعت؟ والله لئن سلك هذه الطريقة ليضيقنها علي، ثم أنشدني:
إن مع اليوم فاعلمن غدا فانظر بما ينقضي مجي غده
ما ارتد طرف امرئ بلذته إلا وشيء يموت من جسده
* عبد الله بن مسعود: ألا لا يطولن عليكم الأمد فتقسوا قلوبكم، ولا يلهينكم الأمل فكل ما هو أت قريب، وإنما البعيد ما ليس آتيا - في خطبة له -.
* عبد الله بن مسعود: ما من الناس أحد إلا وهو ضيف، وماله عارية، فالضيف مرتحل، والعارية ترد.
(294) عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (( بعث الله نوحا عليه السلام إلى قومه ، وهو ابن خمسين ومأتي سنة، ولبث في قومه ما أنبأكم الله به ألف سنة إلا خمسين عاما. فلما أرسل الله الطوفان، وغرق أهل الأرض جاء نوح عليه السلام فنزل بابل بعد الطوفان خمسين ومأتي سنة فذلك ألف وأربعمائة وخمسون سنة، فلما جاءه ملك الموت، قال: يا نوح يا أطول الأنبياء عمرا ويا أفضلهم تشكرا، كيف رأيت الدنيا والعيش فيها؟
قال: كرجل دخل بيتا له بابان فجلس في وسط البيت هنية ثم خرج من الباب الآخر )).
* الأصمعي، قال: سمعت أعرابيا، يقول: إن الآمال قطعت أعناق الرجال كالسراب غر من رأه، وأخلف من رجاه، ومن كان الليل والنهار مطيته أسرع السير والبلوغ به، ثم أنشأ يقول:
المرء يفرح بالأيام يدفعها وكل يوم مضى يدني من الأجل * غيره:
Bogga 289