كيف يصفو سرور من ليس يدري .... أي وقت يفجاه ريب المنون * علي بن محمد الباهلي، قال: مات صالح بن الوجيه بفارس، ومات ابن له معه فدفن إلى جنبه وكتب على قبريهما:
الوجيهي صالح فاعرفوه .... وإلى الناس كلهم فاندبوه
جاء مستعجلا يسوق بنيا .... كان بالبر دائما يغذوه
فإذا الموت قد طواه مع الإبن .... فهذا ابنه وهذا أبوه
* وكان عمر بن الخطاب يسير في بعض طرق المدينة إذا بأعرابي قد أقبل، فقال له عمر: من أين أقبلت يا أعرابي؟ قال: من عند وديعة لي في هذا الجبل قال: وما وديعتك؟ قال: ابن لي دفنته منذ سنين فأنا في كل يوم أزوره وأندبه. فقال عمر: اسألك بالله إلا ما اسمعتني بعض ذلك فقال:
يا غائبا لا يؤوب من سفره .... عاجله موته على صغره
يا قرة العين كنت لي أنسا .... في طول ليلي نعم وفي قصره
ما تقع العين أينما وقعت .... في الحي مني إلا على أثره
شربت كأسا أبوك شاربها .... لابد يوما ولو على كبره
يشربها والأنام كلهم .... من كان في بدوه وفي حضره
فالحمد لله لا شريك له .... في علمه كان ذا وفي قدره
قد قسم الموت في العباد فما .... يقدر خلق يزيد في عمره
فبكى عمر.
* الأصمعي، عن عمه، قال: دخلت بعض المقابر فإذا أنا بجارية ما أحسب أنها جاوزت أكبر من عشر سنين وهي تقول:
عدمت الحياة ولا نلتها .... إذا كنت في القبر قد لحدوك
وكيف أذوق لذيذ الكرى .... وأنت بيمناك قد وسدوك
* لامرأة من بني أسد بن عبد العزى:
يا صاحب القبر الغريب .... بالشعب في طرف الكثيب
أقبلت أطلب طبه .... والموت يعضل بالطبيب
* أحمد بن عبيد وعن الأصمعي، قال: بينا أدور في البادية إذا أنا بامرأة على قبر تشير بإصبعها وهي تقول:
Bogga 279