127

باب فيمن رفض الملك وساح

* ترك الملك النعمان الأكبر، وساح في الأرض، وتنصر مترهبا، فلم يعرف له خبرها.

* والنعمان الأصغر: قتله كسرى - ألقاه تحت أرجل الفيلة - وهو النعمان بن المنذر بن ماء السماء، ولي مكانه إياس بن قبيصة الطائي، وفي ولايته بعث الله نبينا صلى الله عليه وآله وسلم.

* وبنت هند بنت النعمان بن المنذر ديرا بالكوفة، يقال له: دير هند. بعدما قتل أبوها، وكذلك الحرقة ترهبت في بعض الديارات.

* وروى هشام بن الكلبي: لما فتح خالد بن الوليد عين التمرة سأل عن الحرقة، وهند، ابنتي النعمان بن المنذر.

فقيل له: أما هند فتوفيت.

وأما الحرقة ففي بعض الصوامع مترهبة، فأتاها، وسلم عليها، وسألها عن حالها؟

فقالت: أجمل أم أفسر؟

فقال: بل تجملين.

قالت: لقد طلعت الشمس، وما شيء بدا حول الخورنق إلا تحت أيدينا، ثم وجبت وقد رحمنا من وارته، وما من بيت دخلته حبرة إلا دخلته عبرة، ولا بيت دخلته عبرة إلا دخلته حبرة، فأنشأت:

فبينا نسوس الناس والأمر أمرنا .... إذا نحن فيهم سوقة نتنصف

فأف لدنيا لا يدوم نعيمها .... تقلب تارات بنا وتصرف

* وروى حيان بن أبان، من أهل بعلبك: أن حرقة أتت سعدا أوان قدومه إلى القادسية أميرا، طالبة نواله في جوار لها كلهن على زيها.

فقال سعد: أيتكن الحرقة ؟

قلن: هذه.

فقال سعد: أنت الحرقة؟

قالت: نعم، فما تكرارك باستفهامي، إن الدنيا دار زوال، وإنها لا تدوم على حال، تنتقل بأهلها انتقالا، وتعقبهم من بعد حالهم حالا، إنا كنا ملوك هذا قبلك، يجبى إلينا خراجه، ويطيعنا أهله، مدى المدة، وزمان الدولة، فلما أدبر الأمر وتولى، صاح بنا صائح الدهر، فصدع عصانا، وشتت ملأنا، كذلك الدهر يا سعد، إنه ليس من قوم عنوا بحبرة إلا والدهر معقبهم عبرة، [ولا أسعفهم بفرحة إلا أعقبهم بترحة ] ثم أنشأت تقول:

فبينا نسوس الناس والأمر أمرنا .. الخ فقال سعد: قاتل الله عدي بن زيد، كأنه ينظر إليها حيث يقول:

Bogga 159