Xayeysiinta iyo Naqshadaynta
الإعلانات والتصميم: ابتكار الأفكار الإبداعية في وسائل الإعلام
Noocyada
أحب هذه فكرة التي تركز على مركزية القصص بالنسبة للوعي. لقد كتبت في السابق قصة من قصص الخيال العلمي بعنوان: «حافة الزمن» وفيها يمنع الناس نهاية الكون من خلال قراءة القصص الخيالية بعضهم إلى بعض؛ فالقصص شديدة الارتباط بأساس وجودنا.
وحتى إن كنت ترى أن هذه الفكرة مغالية من وجهة نظرك، فمن السهل أن ترى أننا أيضا نعيش في القصص بطريقة أخرى ... فنحن نحبها. لقد حفرنا ونقشنا ورسمنا وطبعنا وكتبنا بالحبر القصص على الخشب والجلد والبشرة والورق والخيزران والعاج والصلصال والحجر والحرير والكانفاه والأفلام والآن على الوحدات الرقمية المتلاشية. نحن نشاهد القصص ونقرؤها ونتذكرها ونتأثر بها طوال حياتنا، وأيضا نرويها طوال الوقت. ويشير علم «الطب السردي» الناشئ أن القصص التي نرويها عن أنفسنا يمكن أن تؤثر على شفائنا. وعلى أي حال، هل يوجد ما يشغل الحيز الأكبر من تواصلنا المشترك غير تبادل القصص المعقد؟ نحن «محبون للقصص»، نحن مخلوقات تسرد القصص، وأي شخص يعمل في صناعة وسائل التواصل البصري يجب أن يضع ذلك في اعتباره كأداة قوية.
وحتى بأبسط الطرق، فإن كل صورة تروي قصة.
إن أبسط العلامات - مثل آثار اليد الموجودة على جدران كهوف العصر الجليدي - تقول: «لقد كنت هنا.» فالشخص والمكان والفعل هم أساسيات القصة. وإذا تقدمت في الزمن لآلاف من السنوات ستجد المسلسل التليفزيوني الذي يحمل عنوان «الضائعون» (لوست) يقدم عشرات الشخصيات الذين تنكشف حياتهم بالكامل من خلال قصص سردية متوازية متشابكة تعود بالزمن إلى الوراء وتتقدم إلى الأمام. إنها القصة في أكثر صورها تطرفا. إلا أن قدرتنا على إدراك واستيعاب تلك العلامات البسيطة والقصص المعقدة والتفاعل معها توضح مدى ارتياحنا للقصة كسبيل معرفي أساسي.
في الحقيقة، إننا نتذكر القصص أفضل من تذكرنا للحقائق. تذكر المعلم الذي كان يجعل المادة واضحة من خلال القصص الرائعة بدلا من سرد التفاصيل سردا واضحا. فكر في أحد الأمور الشيقة التي أخبرتها لأصدقائك وستجد أنها بلا شك كانت قصة ولم تكن قائمة مواصفات (هذا إن كنت ترغب في الحفاظ على أصدقائك). إن النكتة والكاريكاتير الرائع والحكاية التي لا تنسى كلها أمور تتشارك في هذه القوة. والإعلان التليفزيوني ذو الدقيقة الواحدة يعد نوعا تقليديا من هذا الطراز.
توجد دراسة حقيقة عن قوة سرد القصص تتناول عناصر كثيرة تتراوح ما بين النوع الأدبي والأسلوب إلى الجو والطريقة والفكرة المسيطرة والموضوع والحبكة والحبكة المضادة والشخصيات والذروة والمكان والزمان وغير ذلك الكثير. إلا أن كل القصص تشترك في عنصر واحد أساسي من السهل وضعه في الاعتبار عند إعداد وسائل التواصل البصرية. وهذا العنصر يتمثل في أن كل قصة جيدة لها بنية سردية بسيطة تتمثل في البداية والوسط والنهاية.
ولصناعة فيديو واسع الانتشار مدته ثلاث دقائق على اليوتيوب - لا يزيد عن كونه مزحة بصرية بسيطة - فإنني أقسمه على الفور إلى هذه الأجزاء السردية الأساسية المتمثلة في البداية والوسط والنهاية. يكون الفصل الأول عبارة عن مقدمة للشخصيات والأدوات الأساسية. ويكون الفصل الثاني هو الحدث؛ إذ تقع سلسلة من الأحداث غير المحسومة ولا يتضح ماذا سيحدث لاحقا. أما الفصل الثالث فيعرض الحل؛ إذ تتضافر الشخصيات والحدث لصنع النتيجة النهائية؛ أي إن الفيديو لم يكن مزحة قدر ما كان قصة قصيرة أو حكاية أغرت المشاهد من خلال سلسلة من الألغاز من البداية حتى النهاية تمثلت في أسئلة : من؟ وماذا؟ ولماذا؟
وكما يعرف أي قاص فإن هذه البنية المكونة من أجزاء غير محسومة النهاية تحدث تشويقا يجبر القارئ على الاستمرار في القراءة أو يجبر المشاهد على الاستمرار في المشاهدة. وفيما يخص العاملين في التواصل البصري فمن الضروري أن نضع في اعتبارنا هذه القدرة المتمثلة في هذه الحاجة وهذا الانبهار. إننا نستخدم الكلمات والصور والعناصر الرسومية لتوصيل التصورات بطبيعة الحال، إلا أن ما يربط هذه المكونات معا على نحو بالغ القوة هو القصة الموحدة.
لذلك يجب أن نعمل ونحن نضع تلك القصة نصب أعيننا؛ فأي محاولة متماسكة لتجهيز المنتجات من أجل التسويق يجب أن يكون ورائها خط قصصي. وكل نسخة دعائية لها يجب أن تعتمد على هذا الخط القصصي. ما هي الحكاية التي نقصها؟ ما هو الخط القصصي الذي نريد أن يعرفه الجمهور ويتذكره؟ كيف يبدأ وماذا يحدث بعد ذلك وكيف ينتهي؟ كيف نكشف عن بعض المعلومات ونحجب أشياء أخرى لنخلق التشويق؟
يصبح هذا الأمر ضروريا بشدة لأن أنواع ومنتديات وسائل الإعلام الجديدة تستمر في التوسع. وفي عصر الترفيه عبر وسائل الإعلام الرقمية، تعبر كل علامة تجارية عن نفسها من خلال أكبر عدد ممكن من المنصات الإعلامية مثل التليفزيون والمجلات المصورة والإنترنت والألعاب والمنتجات بالإضافة إلى وسائل الإعلام المشابهة التشاركية المتمثلة في المدونات ومجلات المعجبين ومواقع الويكي ومقاطع الفيديو وغيرها الكثير.
Bog aan la aqoon