مَا عَلَى خافهم عَلَيْهِ، لخيرٍ سالفٍ، وأجرْ يُنتظر، فَقَالَ النجاشي: أشهَدُ بالله أنهُ النَّبِي الأمي الَّذِي ينتظره أهلُ الْكِتَاب، وأن بشاره مُوسى براكب الحمار كبشارة عِيسَى براكبِ الجمل، وأن العيان لَيْسَ بأشفى من الْخَبَر.
وذكر الزيلعي فِي تخريج أحاديث الهداية وغيره، عَنِ الواقدي، أَن الَّذِي كتبه النَّبِي ﷺ إِلَى النجاشي مَعَ عَمْرو صورته: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحَمْنِ الرَّحِيمِ، من مُحَمدِ رَسُولِ اللَّه، إِلَى النَجاشي مَلكِ الحبشَةَ، أسلِم أنتَ، فإني أحمدُ إليكَ اللَّه الَّذِي لا اللَّه إلا هُو، الملِكُ، القُدّوسُ، السّلامُ، الُمؤِمن، المُهيَمن، وأشهدُ أَن عِيسَى ابْن مريم روحُ اللَّه وَكلمتُهُ، ألقاها إِلَى مريم البَتول الطيبة الحصينة، فحملت بهِ، فخلقَهُ من روحِهِ، ونفخهُ كَمَا خَلقَ آدم بيده، وإني أدعوكَ إِلَى اللَّه وحدهُ لا شريكَ لهُ، والمُوالاةِ عَلَى طاعَتِهِ، وأن تتبعنَي وتُؤمن بالذي جاءني، فإني رسولُ اللَّه، إني أدعُوكَ وجَنَودَكَ إِلَى اللَّه ﷿، وَقَدْ بلغتُ ونصحتُ، فاقبلوا نصيحتي، والسلام علَى من اتّبعَ الهُدى» .
1 / 54