105

Macluumaadka ku Saabsan Diinta Nasraaniyiinta iyo Islaamka

الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام وإظهار محاسن الإسلام

Baare

د. أحمد حجازي السقا

Daabacaha

دار التراث العربي

Goobta Daabacaadda

القاهرة

الصَّوْت المقطع حروفا إِنَّمَا هُوَ دَلِيل على مَا فِي النَّفس من غير أَن يحل مَا فِي النَّفس وَلَا أَن يتحد بِهِ وَإِذا فهم هَذَا ارْتَفع كل مَا توهمه هَذَا المخدوع بِالضَّرُورَةِ ثمَّ نقُول لَهُ نسلم جدلا مَا ذكرته من لفظ الْحجاب والظهور لَكِن لم قلت أَنه إِذا صَحَّ أَن تظهر إِرَادَته بحجاب الصَّوْت جَازَ أَن تظهر ذَاته بحجاب الصُّورَة وَمَا الدَّلِيل على ذَلِك وَأي جَامع بَينهمَا فَإِن قَالَ الدَّلِيل على ذَلِك أَن الله تَعَالَى قَادر على ذَلِك كَمَا هُوَ قَادر على حجاب صَوته فَإِنَّهُ إِن لم يكن قَادِرًا على إِظْهَار ذَاته بِصُورَة فَيكون عَاجِزا وَالْعجز عَلَيْهِ محَال فَهَذَا هُوَ الدَّلِيل وَأما الْجَامِع فَإِن الصَّوْت مظهر للإرادة وَالصُّورَة مظهرة للذات فَيُقَال لَهُ أما إستدلالك بِأَن الله قَادر على كل شَيْء فإستدلال فَاسد فَإِن الْأَشْيَاء الَّتِي يقدر الْبَارِي تَعَالَى عَلَيْهَا إِنَّمَا هِيَ الممكنات لَا المستحيلات وَهَذَا الَّذِي ذكرت من ظُهُور الله فِي صُورَة مُسْتَحِيل لَا يكون بِهِ مَقْدُورًا فَإِن المستحيل لَا يُوصف الْبَارِي تَعَالَى بِالْقُدْرَةِ عَلَيْهِ وَلَا بِالْعَجزِ عَنهُ لإستحالة شَرط تعلق الْقُدْرَة وَهَذَا إِنَّمَا يعرفهُ من يعرف حَقِيقَة حَقِيقَة الْوَاجِب والممكن والمستحيل ثمَّ أَنا نقلب عَلَيْهِم دليلهم ونقول هَل يقدر الله تَعَالَى أَن يظْهر نَفسه من غير صُورَة أم لَا فَإِن قَالُوا يقدر قُلْنَا لَهُم لَا يحْتَاج إِلَى الصُّورَة الَّتِي فرضتم وَإِن قَالُوا لَا يقدر قُلْنَا لَهُم فَيلْزمهُ الْعَجز وَبِالَّذِي ينفصلون عَن هَذَا بِهِ بِعَيْنِه ننفصل نَحن عَمَّا ألزمونا وَقد بَينا فِيمَا تقدم أَن إتخاذ الْبَارِي ﷾ صُورَة ليظْهر فِيهَا مُسْتَحِيل حَيْثُ أبطلنا الْحُلُول والإتحاد وَمَا فِي مَعْنَاهُ ونزيد الْآن هُنَا نكته وَهِي أَنا نقُول هَذِه الصُّورَة الَّتِي يظْهر فِيهَا لابد أَن تكون متحيزة محدودة وَالظَّاهِر فِيهَا إِمَّا أَن يكون دَاخِلا فِيهَا أَو خَارِجا مِنْهَا أَولا خَارِجا وَلَا دَاخِلا فَإِن كَانَ دَاخِلا فِيهَا كَانَ محدودا محاطا بِهِ وَهَذَا هُوَ التَّشْبِيه

1 / 151