Iclam Bi Aclam
كتاب الإعلام بأعلام بيت الله الحرام - الجزء1
Noocyada
قلت : وسيأتى أن هارون الرشيد كتب : أن يكون ولى عهده بعده محمد الأمين (1) ثم عبد الله المأمون (2)، وبايع لهما على ذلك أعيان مملكته ، وكتب مبايعتهم ، وأرسل نسخة ذلك العهد وعلقها فى الكعبة.
ثم لما وقع بعد الاختلاف بينهما وأرسل الأمين عسكرا لقتال أخيه المزمون ، أرسل إلى مكة ، وأخرج كتاب العهد من الكعبة ومزقه ؛ فمزق الله ملكه ، وانكسر عسكره ، وانتصر المأمون وجاء إلى بغداد وحاصر الأمين ، إلى أن أمسكه عبد الله بن طاهر وقتله ، وأتى برأسه إلى المأمون ، وسيأتى تفصيل ذلك جميعه إن شاء الله تعالى.
ثم لما وقعت الفتن بمكة أخذت تلك المعاليق من الكعبة ، فصرفت فى ذلك ، وقد كانت الملوك ترسل بقناديل الذهب وتعلق فى الكعبة.
وكانت شيوخ سدنة البيت الشريف إذا احتاجت اختلست منها ما تسد به خللها ، وتدفع به فقرها واحتياجها ، وقد أدركناه فى زمن الصبا ، وقد خفت القناديل.
وفى يوم السبت الخامس والعشرين من المحرم سنة 198 ه ، ظفر ظاهر بن الحسين بالأمين فقتله بظاهر بغداد وشال رأسه على رمح وطيف به ، وكانت خلافته أربع سنين وأيام ، وفى سيرة مغلطاى : أربع سنين وستة أشهر وعشرة أيام. تاريخ الخميس : 2 / 333 ، 334.
Bogga 97