158

Iclam Bi Aclam

كتاب الإعلام بأعلام بيت الله الحرام‏ - الجزء1

Noocyada

وولى الخلافة فى تاريخه ، ابن أخيه أبى العباس بن أحمد المعتضد بالله ، ابن طلحة الموفق بن المتوكل بن المعتصم بن هارون الرشيد العباس ، مولده سنة 33 ه ، وبويع له بالخلافة بعد عمه المعتمد فى تاريخ وفاته المذكور آنفا ، وأمه أم ولد اسمها صواب ، وكان ملكا مهيبا ، ظاهر الجبروت ، وافر العقل شجاعا ، يقدم على الأسد وحده شديد السياسة ، قليل الرحمة إذا غضب على أحد ، ألقاه فى حفرة وطم عليه التراب.

وكان أسقط المكوس فى أيامه ، ورفع الظلم عن الرعية ، جدد ملك بنى العباس ، بعد ما تضعضع ووهن ، وأظهر عزم الملك بعد ما تذلل وامتهن.

وكان يسمى السفاح الثانى ، حيث جدد كلا منهما ملك بنى العباس.

وفى ذلك يقول ابن الرومى :

هنيئا بنى العباس إن إمامكم

إمام الهدى والبأس والجود أحمد

وقال عبد الله بن المعتز :

أما نرى ملك بنى هاشم

عاد عزيزا بعد ما ذلل

وكان مع سطوته وبأسه يتوخى المعدلة ، ويبرز أمورا فى صورة الجبروت والعنف ، وهو فى الباطن بحق فيما يفعله ، وهذا هو الرأى السديد للحاكم الرشيد بجمعه ما بين سياسته الدنيا ، وملاحظة ما هو الحق عند الله تعالى.

وقد نقل الحافظ السيوطى رحمه الله فى تاريخ الخلفاء عن عبد الله بن حمدون قال : خرج المعتضد يوما للصيد ، وأنا معه ، فمر بمقتاة فعاث بعض جنوده فيها ، فصاح صاحبها ؛ فاستغاث بالمعتضد فأحضره وسأله عن سبب بصياحه ، فقال : ثلاثة من غلمانك نزلوا المقتاه ، فأضربوها ، فأمر عبيده بإحضارهم ، فحضروا ، فضرب أعناقهم ، ومضى وهو يحادثنى ، فقال :

Bogga 175