149

Iclam Bi Aclam

كتاب الإعلام بأعلام بيت الله الحرام‏ - الجزء1

Noocyada

قلت : وكل منهما مات مسموما ، وكانت وفاة المنتصر بمبضع سموم كما قدمناه بخمس مضين فى ربيع الآخر سنة 348 ، وكان عمره ستا وعشرون سنة ( رحمه الله تعالى).

ثم ولى بعده أبو العباس ؛ أحمد ، المستعين بالله (1) ابن المعتصم بالله عم المقتدر أخو المتكل على الله ، وإنما قدمته الأتراك ، واختاروه ، وعدوا عن أولاد المتوكل ، لأنهم قتلوه ، فخافوا أن يلى الخلافة أحد من أولاده ، فيأخذ بثأر أبيه ، واختاروا من أولاد المعتصم المستعين بالله ، ومولده سنة 331 ه ، وأمه أم ولد محارف ، وما كان له من الخلافة إلا الاسم.

وكانت المماليك والأتراك المتولين على الملك ، وكان الأمر جميعه لوصيف التركى ، وبغى التركى.

وقيل فى ذلك : خليفة فى قفص بين وصيف وبغا ، يقول كما قالا له ، كما تقول البيغا ، واستمر كذلك ، وهو يترصد لهما ؛ فظفر بوصيف التركى وقتله ، وبقى باعز التركى ، الذى كان سطى على المتوكل ، وفتك به ، فتذكر حالة الأتراك ، فخرج عليهم من سائر إلى بغداد ، فأرسلوا إليه يعتذروا ، ويسألونه عن العود إلى سامراء ، وهو محل الأتراك ، فامتنع فيهم.

وكان المستعين فاضلا أديبا ، إخباريا مطلعا على التواريخ ، متجملا فى ملبسه ، وهو أول من أحدث الأكمام العراض ؛ فجعل لكم ثلاث عرض أشبارا ، وهو الآن من شعار ساداتنا أشراف مكة بنى حسن (أعزهم الله تعالى).

ولما أبى المستعين عن العود إلى الأتراك فى سامراء ، قصدوا الأتراك خلعه ،

Bogga 166