139

Iclam Bi Aclam

كتاب الإعلام بأعلام بيت الله الحرام‏ - الجزء1

Noocyada

فقال لها : لعنك الله ، أما تعرفين غير هذا؟ فقالت :

أما ورب السكون والحرك

إن المنايا كثيرة الشرك

فقال لها : قومى لعنك الله ، فقامت ، فعثرت فى كأس بلور ؛ فكسرته ، فازداد تطيره ، فقال له إبراهيم : ما أظن أمرى إلا قد قرب ، وإذا بصوت سمعناه فى الشارع ، قضى الأمر الذى فيه تستفتيان ؛ فقام مغتما ، وقمت عنه ، فأخذ بعد ليلتين وقتل (تجاوز الله عنه).

وعظم قتل الأمين على المأمون ، وكان يريد أن يرسل به طاهر بن الحسين إليه ، ليرى رأيه فيه ، فحقد ذلك عن طاهر حتى عاش طريدا بعيدا ، وآل عمره إلى ما آل.

* * *

* فصل

لما تم على الأمين ما تم ، وكان على أمه زبيدة أشد ما تم ، آل الملك إلى عبد الله المأمون بعد قتل أخيه فى سنة 198 ه ، وكان من رجال بنى العباس حزما وعلما وحلما وفراسة ، وفيها سمع الحديث على جماعة ، وتأدب وفقه وبرع فى فنون التاريخ والأدب.

ولما كبر اعتنى بالفلسفة ، وفنون علم الأوائل ، فضل وأضل ، ومحن الناس بالقول بخلق القرآن ، ولو لا ذلك لكان يعد من أكمل الخلفاء ، وكان يضرب المثل بحمله ومن أنصافه : أنه رأى أن آل بيت النبى صلى الله عليه وسلم أحق بالخلافة من غيرهم ؛ فهم بخلع نفسه وتفويض الأمر إلى على بن عيسى الكاظم ، وهو الذى لقبه بالرضى ، وضرب الدراهم والدنانير باسمه ، وزوجه ابنته ، وأمره بترك السواد ، ولبس الخضرة ، وجعله ولى عهد فى

Bogga 156