296

Icjazul Quraanka

إعجاز القرآن للباقلاني

Tifaftire

السيد أحمد صقر

Daabacaha

دار المعارف

Lambarka Daabacaadda

الخامسة

Sanadka Daabacaadda

١٩٩٧م

Goobta Daabacaadda

مصر

ويتفاوت التفاوت الكثير في طرقه، ويضيق به النطاق في مذاهبه، ويرتبك (١) في أطرافه وجوانبه، ويسلمه للتكلف (٢) الوحش كثرة تصرفه، ويحيله على التصنع الظاهر موارد تنقله وتخلصه.
/ ونظم القرآن في مؤتلفه ومختلفه، وفي فصله ووصله، وافتتاحه واختتامه، وفي كل نهج يسلكه، وطريق يأخذ فيه، وباب يتهجم عليه، ووجه يؤمه، على ماو صفه الله تعالى به - لا يتفاوت، كما قال: (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فِيهِ اختِلاَفًَا كَثِيرًا) (٣) .
ولا يخرج عن تشابهه وتماثله، كما قال: (قُرْآنًَا عَرَبِيًا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ) (٤) .
وكما قال: (كِتَابًا مُتَشَابِهًا) (٥) ولا يخرج عن إبانته، كما قال: (بِلسَانٍ عَرَبيًّ مُبِينٌ) (٦) .
وغيره من الكلام كثير التلون، دائم التغير، [والتنكر] (٧)، يقف بك على بديع مستحسن، ويعقبه بقبيح (٨) مستهجن، ويطلع عليك بوجه الحسناء، ثم يعرض للهجر بخد القبيحة الشوهاء، ويأتيك باللفظة المستنكرة بين الكلمات التى هي كاللآلئ الزهر.
وقد يأتيك باللفظة الحسنة بين الكلمات البهم، وقد يقع إليك منه الكلام المثبج (٩)، والنظم المشوش، والحديث المشوه.
وقد تجد منه ما لا يتناسب ولا يتشابه، ولا يتآلف ولا يتماثل / وقد قيل في وصف ما جرى هذا المجرى: وشعر كبَعْرِ الكبش فَرّقَ بينه * لسانٌ دعى في القريض دخيل (١٠)

(١) م: " ويريبك " (٢) م: " ويسلبه التكلف الوحش كثير " (٣) سورة النساء: ٨٢ (٤) سورة الزمر: ٢٨ (٥) سورة الزمر: ٢٣ (٦) سورة الشعراء: ١٩٥ (٧) الزيادة من م (٨) س: " قبيح " (٩) في اللسان ٣ / ٤٣ " الثبج: اضطراب الكلام ".
(١٠) في البيان والتبيين ١ / ٦٦ " قال أبو العاصى: وأنشدني في ذلك أبو البيداء الرياحي: وشعر إلخ ... وأما قوله: " كبعر الكبش " فإنما ذهب إلى أن بعر الكبش يقع متفرقا غير مؤتلف ولا = (*)

1 / 206