251

Icjazul Quraanka

إعجاز القرآن للباقلاني

Baare

السيد أحمد صقر

Daabacaha

دار المعارف

Lambarka Daabacaadda

الخامسة

Sanadka Daabacaadda

١٩٩٧م

Goobta Daabacaadda

مصر

عفاء الرسوم إلا جدة عهد، وشدة وجد.
وإنما فزع الأصمعي (١) إلى إفادته هذه الفائدة، خشية أن يعاب عليه، فيقال: أي فائدة لأن يعرفنا أنه لم يعف رسم منازل حبيبه؟ وأي معنى لهذا الحشو؟ فذكر ما يمكن أن يذكر، ولكن لم يخلصه - بانتصاره له - من الخلل.
ثم في هذه الكلمة خلل آخر، لأنه عقب البيت بأن قال (٢): * فهل عند رسم دارس من معول! * فذكر أبو عبيدة: أنه رجع فأكذب نفسه، كما قال زهير: / قف بالديار التي لم يعفُها القدمُ * نعم، وغيرها الارواح والديم (٣) وقال غيره: أراد بالبيت الأول أنه لم ينطمس أثره كله، وبالثاني أنه ذهب بعضه، حتى لا يتناقض الكلامان.
وليس في هذا انتصار، لان معنى " عفا " و" درس " واحد، فإذا قال: " لم يعف رسمها " ثم قال: " قد عفا "، فهو تناقض لا محالة! واعتذار " أبي عبيدة " أقرب لو صح، ولكن لم يرد هذا القول مورد الاستدراك كما قاله (٤) زهير، فهو إلى الخلل أقرب.
وقوله: " لما نسجتها "، كان ينبغي أن يقول: " لما نسجها " ولكنه تعسف فجعل " ما " في تأويل تأنيث (٥)، لأنها في معنى الريح، والأولى التذكير دون التأنيث، وضرورة الشعر قد قادته إلى (٦) هذا التعسف.
وقوله: " لم يعف رسمها " كان الأولى أن يقول: " لم يعف رسمه " لانه ذكر المنزل، فإن كان رد ذلك إلى هذه البقاع والاماكن

(١) س: " وإنما قرع له الاصمعي "! (٢) ا: " بأن قال بعده "
(٣) ديوانه ص ١٤٥ وفيه " بلى وغيرها " والارواح: جمع ريح.
والديم جمع ديمة: والديمة مطر يدوم في سكون بلا رعد أو برق، وقال ثعلب في شرح هذا البيت: " قال أبو زياد: عفا بعضها ولم يعف بعض ".
وقال أبو عبيدة: أكذب نفسه.
لم يعفها: لم يدرسها، ثم رجع فقال: بلى، ومثله قول الطهوى: فلا تبعدن يا خير عمرو بن جندب * بلى إن من زار القبور ليبعدا (٤) م: " لو صح.
ولم يكن يورد هذا القول ... على ما قاله " (٥) كذا في م، ا، ك، وفى س: " التأنيث " (٦) س، ك: " قد دلته على هذا " (*)

1 / 161