253

Ibtal al-Ta'weelat

إبطال التأويلات - ط غراس

Tifaftire

أبي عبد الله محمد بن حمد الحمود النجدي

Daabacaha

غراس للنشر والتوزيع

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٣٤ هـ - ٢٠١٣ م

Goobta Daabacaadda

الكويت

Noocyada

ومعناه خلقها بنوره تشريفًا لهم، كما خلقٍ آدم بيده تشريفًا له على غيره من خلقه، وإنما لم يجز حمله على ظاهره، لأن ذلك يُحيل صفاته ويخرجها عما تستحقه، لأن نور ذاته قديم، والقديم لا يتبعض فيكون بعضه مخلوقًا كسائر صفاته (^١).
وهذا ظاهر كلام أحمد، وذلك أنه قال في قوله تعالى ﴿وَرُوحٌ مِنْهُ﴾ [النساء: ١٧١] يقول: من أمره، وتفسير "روح الله" أنها روح الله خلقها، كما يقال: سماء الله وأرض الله (^٢)، فلم يحمل الكلام على ظاهره في الروح بل تأوله، لأن في حمله على ظاهره ما يحيل صفاته، كذلك ها هنا.
* * *

(^١) قد سبق بيان أن الرواية الصحيحة هي: "خلقت الملائكة من نور" فلا يرد عليها ما ذكره المصنف ﵀.
(^٢) هذا هو الصواب في تفسير الآية، وهو أن معنى (روح منه) أي من خلقه ومن عنده كقوله تعالى ﴿وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ﴾ [الجاثية: ١٣] ن وأضيفت الروح إلى الله على وجه التشريف، كما أضيفت الناقة والبيت في قوله (هذه ناقة الله) وفي قوله (وطهر بيتي).
وليست "من" للتبعيض كما تقوله النصارى عليهم لعائن الله المتتابعة. (انظر تفسير ابن كثير (١/ ٥٩٠).

1 / 267