Ibraahim Thani
إبراهيم الثاني
Noocyada
وكانت قد حدثته مرة من قبل، أن بين أسرتها، وأسرة هذا الجار المراقب، معرفة وتزوارا. فحدث مرة أن لقيها وهى عائدة من المدرسة، فقال لها إنه يود أن تكون زوجته، فنهرته وزجرته، وقالت له: «إنك رجل متزوج ولك بنون وحفدة، وإن هذا الكلام منك لا يليق».
فلم يرعو. ولم يغن عنها ما كانت تؤثره معه من الإغلاظ فى القول، وقال لها مرة: «إذا كنت لا تريدين أن تكونى زوجة لى، فلتكونى صاحبتى». فأنذرته أنها ستقص الخبر بحذافيره على زوجته.
وزعم لها، فيما زعم، أنه زار إبراهيم وسأله عنها، وأن إبراهيم ذكرها بخير وأثنى له عليها. وكان هذا كذبا صراحا فما رأى إبراهيم وجهه من قبل.
ودعا إبراهيم ربه وهو يخالس الرجل النظر: «اللهم ارزقنى الدم البارد، وآتنى السكينة والحلم والرزانة».
واعتزم أمرا. فالتفت إلى الرجل وقال له: «ألا تتفضل معنا؟ إن بيننا معرفة وإن كنت لا تدرى..».
فدهش الرجل، ولكنه تحول إلى مقعد أمامهما.
فقال إبراهيم: «أظنك تعرف الانسة ميمى.. فقد حدثتنى عنك وقصت على ما كان منك.. كل شىء.. ولعلك كنت متتبعنا طول الطريق، وها أنت ذا قد ركبت القطار معنا لترى إلى أين هى ذاهبة».
فتلعثم الرجل واضطرب لهذه المفاجأة، ثم وجد لسانه، فزعم أن له بأبيها معرفة، وأن أباها كان أوصاه بها، وأنه استغرب أن تذهب فى طريق حلوان، فما لها أهل أو معارف على هذا الطريق.
فشد عليه إبراهيم ولم يرحمه، ولم يتق أن يسمع الناس، وقال: «وأوصاك أبوها أن تعرض عليها الزواج بغير علمه؟ وأوصاك أن تقترح عليها أن تكون خليلة لك؟»
فوقف بعد ذلك كل كلام فى حلق الرجل. ومضى إبراهيم بصوت هادئ متزن وبابتسامة متكلفة يقول: «ما دمت تبغى المعرفة، فابق معنا لترى بعينك إلى أين هى ذاهبة، وسترى وتطمئن إن شاء الله، وتكتب إلى أبيها بما يؤيد حسن الظن بك».
Bog aan la aqoon