Ibraahim Katib
إبراهيم الكاتب
Noocyada
3
قالت شوشو لقريبها بعد أن أصاب حظا من الراحة: تعال بنا إلى بهو السلم، فإن الجو بديع في هذه الليلة. - ولكن السلم يؤدي إلى الغيط مباشرة بلا حاجز، و... والكلاب .... - آه. الكلاب! أتخافها؟ إنها لن تؤذيك ... تعال ... تعال ... أيصح أن تكون أضعف مني قلبا؟
فمضيا إلى البهو وجلسا، ثم شرعت فتاتنا تنادي: «مرجان، بخيت، مرزوق» فعجب الفتى وقال: «وما تصنعين بهؤلاء كلهم؟ لا تتعبي الخدم يا شوشو بلا داع».
والتفت فإذا ثلاثة كلاب تصعد مسرعة على السلم وتقبل عليها وتتوثب حولها وتتمسح بثوبها وتحرك أذنابها وتلعق حذاءها، فأشارت إليها فربض واحد إلى يمين الفتى، وثان أمامه، والثالث إلى يساره، وعادت وهي تحادث قريبها حتى عرضت مناسبة. فنهضت وأخبرته أنها ستغيب عنه برهة قصيرة، ولم تنتظر أن تسمع ما هم أن يقوله إذا صح أنه فتح فمه ليتكلم! وتركته.
فأسلم أمره لحظه ولهاتيك الكلاب، وجعل يلاحظها خلسة، وشاءت بعوضة أن تلذعه في جبينه، فرفع يده ليذبها. فرفعت الكلاب الثلاثة رؤوسها وزامت!
فحط ذراعه.
وأراد الحظ أن تألم ساقه الوضع الذي كانت فيه، فهم بتحريكها فعادت الكلاب ترفع رؤوسها وتزوم، فتركها مكانها.
وكثر البعوض فجأة، وتوالى الإحساس باللذع في الوجه واليدين والرجلين، وهو يتجلد إشفاقا من هذه الكلاب الضارية، حتى جاوز الأمر الطاقة، وكاد يذهب رشده فصاح - وهو مسمر في مكانه، ومن غير أن تتحرك شعرة في جسمه: «أبعدوا عني هذه الكلاب، وإلا قمت وتركتها تمزقني».
وفي هذه اللحظة فتحت نافذة مطلة على البهو، وظهرت منها شوشو مستغربة في الضحك.
الفصل الثاني
Bog aan la aqoon