83

Ibraahim Abu Anbiyaa

إبراهيم أبو الأنبياء

Noocyada

وفي ثماني وثلاثين سنة من عمر إسحاق، درجت سارة أمه وعمرها مائة وسبع وعشرون سنة، وتزوج إبراهيم قنطورا ابنة ملك الترك.

ولما بلغ إسحاق أربعين سنة نزل اليعازر - وليد بيت إبراهيم - إلى حران، وجاء برفقة زوجة إسحاق، ولما توفي إبراهيم دفن إلى جانب قبر سارة زوجته في المغارة المضاعفة التي ابتاعها من عفرون الحيثاني خوفا من عود الطوفان ... (3) أبو الفداء

ونختار أبا الفداء من المؤرخين الإسلاميين؛ لأنه كتب في القرن الثامن، واعتمد على كبار المؤرخين الموسوعيين من قبله، وقضى أيامه على صلة بأقطار العراق العليا و«آشور» القديمة، وعلى علم بمراجع أصحاب السير فيها، فليس أقدر منه على تلخيص تاريخ إبراهيم والتعقيب عليه من مصادره في زمنه ...

قال عن إبراهيم عليه السلام: «هو إبراهيم بن تارح، وهو آزر بن ناحور بن ساروغ بن رعو بن فالغ بن عابر بن شالح بن أرفخشذ بن سام بن نوح. وقد أسقط ذكر قينان بن أرفخشذ من عمود النسب، قيل بسبب أنه كان ساحرا فأسقطوه من الذكر، وقالوا شالح بن أرفخشذ، وهو بالحقيقة شالح بن قينان بن أرفخشذ، فاعلم ذلك ...

وولد إبراهيم بالأهواز، وقيل: ببابل، وهي العراق، وكان آزر أبو إبراهيم يصنع الأصنام ويعطيها إبراهيم لبيعها، فكان إبراهيم يقول: من يشتري ما يضره ولا ينفعه! ثم لما أمر الله إبراهيم أن يدعو قومه إلى التوحيد دعا أباه فلم يجبه، ودعا قومه، فلما فشا أمره واتصل بنمروذ بن كوش - وهو ملك تلك البلاد، وكان نمروذ عاملا على سواد العراق وما اتصل به للضحاك، وقيل: بل كان نمروذ ملكا مستقلا برأسه - فأخذ نمروذ إبراهيم الخليل ورماه في نار عظيمة، فكانت النار عليه بردا وسلاما، وخرج إبراهيم من النار بعد أيام، ثم آمن به رجال من قومه على خوف من نمروذ، وآمنت به سارة وهي ابنة عمه هاران.

ثم إن إبراهيم ومن آمن معه وأباه على كفره فارقوا قومهم وهاجروا إلى حران، وأقاموا بها مدة، ثم سار إبراهيم إلى مصر وصاحبها فرعون، وقيل: كان اسمه سنان بن علوان، وقيل: طوليس، فذكر جمال سارة لفرعون - وهو طوليس المذكور - فأحضر سارة إليه وسأل إبراهيم عنها فقال: هذه أختي. يعني في الإسلام، فهم فرعون المذكور بها، فأيبس الله يديه ورجليه، فلما تخلى عنها أطلقه الله تعالى، ثم هم بها فجرى له كذلك، فأطلق سارة وقال: لا ينبغي لهذه أن تخدم نفسها! ووهبها هاجر جارية لها، فأخذتها وجاءت إلى إبراهيم، ثم سار إبراهيم من مصر إلى الشام، فأقام بين الرملة وإيليا، وكانت سارة لا تلد، فوهبت إبراهيم هاجر، وواقعها إبراهيم فولدت إسماعيل، ومعنى إبراهيم بالعبراني مطيع الله.

وكانت ولادة إسماعيل لمضي ست وثمانين سنة من عمر إبراهيم، فحزنت سارة لذلك، فوهبها الله إسحاق، وولدته سارة ولها تسعون سنة.

ثم غارت سارة من هاجر وابنها إسماعيل، وقالت: ابن الأمة لا يرث مع ابني، وطلبت من إبراهيم أن يخرجهما عنها، فأخذ إبراهيم هاجر وابنها وسار بهما إلى الحجاز وتركهما بمكة... وبقي إسماعيل بها وتزوج من جرهم امرأة ...

وماتت هاجر بمكة، وقدم إليه أبوه إبراهيم وبنيا الكعبة، وهي بيت الله الحرام، ثم أمر إبراهيم أن يذبح ولده. وقد اختلف في الذبيح: هل هو إسحاق أم إسماعيل؟ وفداه الله بكبش.

وكان إبراهيم في أواخر أيام بيوراسب المسمى بالضحاك، وفي أوائل ملك أفريدون، وكان النمروذ عاملا له حسب ما ذكرناه.

Bog aan la aqoon