وهكذا نرى الله قرن تعاليه عن ذلك كله بالتسبيح.
هذا، والأمر بتسبيح الله يستلزم تنزيهه عن كل عيب وسوء كما عرفنا، كما يستلزم أن تكون كل صفة من صفات الكمال له، فإن التسبيح - كما يقول الشيخ رحمه الله - يقتضي إثبات المحامد التي يحمد عليها؛ فيقتضي ذلك تنزيهه وتحميده وتكبيره وتوحيده.
سأل رجل ميمون بن مهران عن «سبحان الله»، فقال: اسم يعظم الله به ويحاشى به عن السوء، وتنزيه الله نفسه عن السوء، كما جاء في هذا الأثر وفي قول لابن عباس وفي حديث مرسل، يقتضي تنزيهه عن فعل السيئات، وعن كل صفة من الصفات المذمومة.
ومضى الشيخ يتم تفسيره للآية الأولى من السورة في فيض ودقة تعودناهما منه، ثم انتقل إلى تفسير الآية الثانية والثالثة مبينا أن الله خلق الخلق وسواه وهداه إلى ما قدر له لحكمة قصدها، وبدأ الكلام عن الآية الأولى بقوله: «قال الله تعالى:
الذي خلق فسوى
فأطلق الخلق والتسوية ولم يخص بذلك الإنسان، كما أطلق قوله بعد:
والذي قدر فهدى
لم يقيده، فكأن هذا المطلق لا يمنع شموله لشيء من المخلوقات، وقد بين موسى عليه السلام شموله في قوله (أي الذي حكاه الله عنه):
ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى .
وقد ذكر المقيد بالإنسان في قوله:
Bog aan la aqoon