وفى قضيه احمد بن اسماعيل التبريزى الشافعى الذى قضى عليه القاضى الحنفى بالجلد ثمانين ضربه، ثم بنفيه واخراجه من التدريس بسبب شتمه احد ذريه الامام ابى حنيفه، يقول الشوكانى: قد لطف الله به بمرافعته الى حاكم حنفى، فلو روفع الى مالكى لحكم بضرب عنقه! وقبح الله هذه المجازفات والاستحلال للدماء والاعراض بمجرد اشياء لم يوجب فيها الله اراقه دم ولا هتك عرض.
هذا كله لا يعنى ان هناك تجافيا تاما بين اصحاب المذاهب، بل على العكس كانت افاده بعضهم من البعض مالوفه جدا في التعليم والتاليف والحوار، وربما كان الحوار ينتهى بانتقال فقيه من مذهبه الى مذهب آخر، وقد حصل كثيرا.
كما كان جو من التفاهم بين اتباع المذاهب الاربعه والصوفيه، فالمدرسه التى تنشا لتدريس المذاهب الاربعه يخصص فيها رباط للصوفيه.
وفى سنه 716 ه وقع اختيار الصوفيه على قاضى القضاه الشافعى نجم الدين ابن صصرى ليتولى مشيخه الشيوخ عند الصوفيه بدمشق. وربما جاء على السنه الشعراء ما يومى الى ذلك الوفاق، فابن النقيب المتوفى بالقاهره سنه 687 ه يتغنى ببيتين من الشعر يعتمد فيهما التوريه باسماء ائمه المذاهب وشيخ الصوفيه ابى حامد الغزالى، فيقول: يا (مالكى) ولديك ذلى (شافعى) ما لى سالت فما اجبت سوالى! فوخدك (النعمان ) ان بليتى وشكيتى من طرفك (الغزالى) ولم يكن للشيعه الاماميه نصيب في ذلك الوفاق، وعلى الرغم مما تركه الوزير الامامى احمد بن بدر الجمالى من اثر شكره الجميع، ثم ما ابداه طلائع بن رزيك الامامى من سيره اثنى عليها الموالف والمخالف حتى جمعت مدائحه في كتاب سمى غ (الدر النظيم)!.
ورغم ان هذين الحاكمين الاماميين قد قتلا على ايدى الاسماعيليه، فيما كانت المذاهب السنيه تكن لهما التقدير والثناء..
Bogga 26