Ibn Taymiyya Noloshiisa

Saib Cabd Xamiid d. 1450 AH
154

Ibn Taymiyya Noloshiisa

ابن تيمية حياته عقائده

اذن حين نفذوا الى قلب النبى (ص) فعلموا خفى سره، وانه قد قال هذا القول في معاويه (عن غير قصد) و(بلا نيه)، او قاله (بباعث طبيعته البشريه)، هل يصعب عليهم ان يجزموا بان معاويه (ليس لها باهل) لتنقلب اذن تلك الدعوه زكاه واجرا!.

هنا من السهوله بمكان ان يتناسوا حديث عبدالله بن عمرو بن العاص: كنت اكتب عن رسول الله كل ما اسمع منه، فقالت لى قريش: اتكتب عن رسول الله وانما هو بشر يغضب كما يغضب البشر؟ فاتيت رسول الله (ص) فذكرت له ذلك ، فاشار الى شفتيه وقال: (والذى نفسى بيده ما يخرج مما بينهماالا حق، فاكتب)!.

نسى هذا لاجل السلطان!!.

ترى هل اعجبهم فيه سبق اسلامه، ام كثره جهاده مع النبى (ص)؟! فاذا لم يجدوا له سابقه فضل ولا جهاد، فهل اغراهم كونه من المولفه قلوبهم؟!.

هذا، وهم يعلمون ان دعوه النبى (ص) عليه قد اصابته، فكانت دعوه مستجابه، فلا بد ان يكون معاويه اهلا لتلك الدعوه.

ففى دلائل النبوه نقل البيهقى عن ابى عوانه من حديث ابن عباس انه قال بعد ذكر الحديث: (فما شبع بطنه ابدا).

وقال: وروى عن ابى حمزه في هذا الحديث زياده تدل على الاستجابه.

وقال الذهبى: قد كان معاويه معدودا في الاكله.

ولهذا كان محبو معاويه القدامى حين علموا انه قد اصابته هذه الدعوه، ذهبوا الى تفسير آخر غير التفسير المتقدم، ليجعلوا تلك الدعوه المستجابه منقبه، فقالوا: قال النبى: (لا اشبع الله بطنه) حتى لا يكون ممن يجوع يوم القيامه، لان الخبر عنه انه قال: (اطول الناس شبعا في الدنيا اطولهم جوعا يوم القيامه).

اذن هى عندهم دعوه مستجابه، لكنهم تحيروا كيف يجعلون منها فضيله، لتكون اصح ما جاء في فضائله!.

اما فضائله الاخرى فيقول فيها اسحاق بن راهويه المقرون بالامام احمد ابن حنبل : لا يصح عن النبى في فضل معاويه شى ء.

اذن فدعوى كونه من كتاب الوحى هى من التزوير المتعمد، فالمروى فيه انه كتب بين النبى وبين العرب، لا غير.

Bogga 154