Ibn Taymiyya Noloshiisa
ابن تيمية حياته عقائده
Noocyada
ولا ريب ايضا ان اعتبار الجميع في العداله على حد سواء، هو رد لصريح القرآن وللسنه الثابته، وهل تجد احدا يومن بالله ورسوله يساوى في العداله بين رجلين قال النبى (ص) في احدهما: (اللهم فقهه في الدين وعلمه التاويل) وقال في الاخر: (لا اشبع الله بطنه)؟!.
وكل ما في الامر ان كلام الشيعه كان صريحا في ان الصحبه لا تكون عاصمه لصاحبها من الخطا ، فمن الصحابه من يكون من الصديقين ، ومنهم الذين تشتاق اليهم الجنه ويباهى الله بهم ملائكته ، ومنهم من يكون في منازل اصحاب اليمين ، ومنهم دون ذلك ، ومنهم من قد ينقلب على عقبيه ويعود مرتدا عن الاسلام.
وهذا ما آمن به ابن تيميه ايضا حين راى تفضيل بعض الصحابه على بعض ، وحين جعل عبدالله بن سعد بن ابى سرح مثالا للمرتدين!.
قال ابن تيميه وهو يهاجم الفلاسفه : هم لما فيهم من العلم يشبهون عبدالله بن ابى سرح الذى كان كاتب الوحى ، فارتد ولحق بالمشركين ، فاهدر النبى دمه عام الفتح.
فهذا كان صحابيا وكان كاتبا للوحى عند الرسول ، فلم يمنعه ذلك من ان يرتد مشركا ويلحق بالمشركين ولما يزل الرسول حيا والوحى يتنزل ، فهل يمتنع ان يحدث مثل هذا او اقل منه في مراتب العصيان بعد وفاه الرسول (ص)؟!.
وهذا المعنى هو الذى ذكره الله تعالى في قوله: ( وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل افاين مات او قتل انقلبتم على اعقبكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزى الله الشكرين ).
وذكره النبى (ص) في حديث الحوض المتفق عليه اذ يقول: (انا فرطكم على الحوض، ولانازعن اقواما ثم لاغلبن عليهم، فاقول: يا رب، اصحابى! فيقال: انك لا تدرى ما احدثوا بعدك ).
وفى حديث آخر: (فاقول: سحقا سحقا).
كما اشار اليه النبى (ص) في جوابه لابى بكر، لما قال النبى لشهداء احد: (هولاء اشهد عليهم ) فقال ابو بكر: السنا باخوانهم؟ اسلمنا كما اسلموا، وجاهدنا كما جاهدوا!.
Bogga 146