Ibn Taymiyyah: His Life and Times, Opinions and Jurisprudence
ابن تيمية: حياته وعصره، آراؤه وفقهه
Daabacaha
دار الفكر العربي
في أصوله قيمة، وقد رحل إلى البلاد في سبيل العلم، ودرس وأفتى وانتفع به الطلبة(١)، وله كتاب المنتقى في الأحكام.
وكان قد تلقى العلم من عمه فخر الدين، وكان عالماً وخطيباً وواعظاً، وجمع تفسيراً للقرآن حافلاً في مجلدات ضخام، وقد تخرج على ابن الجوزي خطيب بغداد وواعظها، وحل محله في الوعظ فيها.
نشأته
١٩- هذه أسرة تقي الدين بن تيمية؛ وهي أسرة علم امتازت بقوة البيان، وقوة الذاكرة. وحبست نفسها على العلم، وكان من النتائج لهذه البيئة العلمية أن يتجه الفتى الناشئ فيها إلى العلم، فاتجه إليه الغلام ابن تيمية صغيراً؛ فحفظ القرآن الكريم منذ حداثة سنه، واستقر حافظاً له إلى أن فاضت روحه إلى ربها، حتى إنه يروى أنه تلا في السجن القرآن، وختم ثمانين ختمة أو تزيد؛ فقد كان أعظم عدته؛ وأسعف ذخيرته.
واتجه بعد حفظ القرآن إلى حفظ الحديث واللغة، وتعرف الأحكام الفقهية، وحفظ ما يسعفه به الزمن، وقد بدأ فيه منذ صغره ثلاث من مزاياه، هي التي تمت وظهرت ثمراتها في كبره.
أولاها: الجد والاجتهاد، والانصراف إلى المجدي من العلوم، والدراسات، لا يلهو لهو الصبيان، ولا يعبث عبثهم.
وثانيتها: تفتح نفسه وقلبه لكل ما حوله يدركه ويعيه، فلم يكن الغلام المنقطع عن الأحياء والحياة إلى الحفظ والاستذكار فقط.
والثالثة: الذاكرة الحادة، والعقل المستيقظ والفكر المستقيم، والنبوغ المبكر.
٢٠- وقد كانت ذاكرته حديث زملائه من الفتيان، بل تجاوز صيته دائرة الصبيان إلى دائرة الرجال، وتسامعت دمشق، وما حولها بذكائه ونبوغه.
(١) توفي جد ابن تيمية بحران سنة ٦٥٢ راجع تاريخ ابن كثير ج١٣ ص١٨٥.
20