Wiilkii Suldaanka
ابن السلطان: وقصص أخرى
Noocyada
فقالت أمي في حزن: كنت فاكراه من جنس تاني، أمال رومي ليه؟
فعاد أبي يقول: شوفي يا أم إبراهيم، إن شالله يكون قط من الجنة، عارفة الجنة، ولا حتى من الهند، أهو قط والسلام.
قالت أمي: قسمتنا، واللي كان كان.
فقال أبي: يا شيخة ده حتى القطط ملعونين، من عهد سيدنا سليمان عليه السلام!
يومها داريت وجهي خجلا. وماذا أقول دفاعا عنه؟ وهل هذه عملة تعملها يا مسرور؟ القصد، أكلنا من الحاضر، والليلة فاتت والسلام.
وغاب مسرور، يوم، اثنين، ثلاثة، أسبوع ... ومسرور لا يظهر له أثر ولا نعثر له على دليل، يا ترى أين أراضيك يا مسرور؟ هل أنت حي أو ميت؟ هل دهسك قطار أو وقعت في بير؟ شغلنا عليه وبدأنا نستوحش طلعته، ونشتاق إلى جلسته في الشمس، وجريه على السلم، ونومه على حصيرة الصلاة، وناو، ناو، ناو ... كأنها بكاء طفل.
وبدأت أمي تحن إليه: «والله يا ابني كان مالي علينا الدار.» وتنظر إلى السلم وتتذكر صورته: «ما أحلى طلعته نازل كده يتهز زي سبع الليل!» وبدأت تستحضر في مخيلتها كل مآثره وأفضاله: «والنبي ده كان عاقل خالص، لما كنت أقعد أشرب القهوة يسحب جنبي بشويش ويبص لي قوي، سبحانك يا خالق يا عظيم، زي ما يكون واحد عجوز.»
فأقول لها: مش عارف إيه اللي غيره على الآخر!
ويدفعها حنانها الفطري فتقول: «ربنا اللي يعرف الظالم من المظلوم، يمكن يا ابني كان بريء واحنا اللي ظلمناه.»
فأضحك قائلا: «إحنا ليه؟ إنتي لوحدك اللي ظلمتيه.»
Bog aan la aqoon