237

Ibn Rumi: Noloshiisa Suugaantiisa

ابن الرومي: حياته من شعره

Noocyada

لعينيه لون السيف والسيف قاضب

ويدعى أبوه طالبا وكفاكم

به طيرة إن المنية طالب

ألا فاهربوا من طالب وابن طالب

فمن طالب مثليهما طار هارب

فبهذا المثل نستطيع أن نتتبع مداخل الطيرة إلى نفس ابن الرومي من جانب «ذوق الجمال»، ومن جانب «تداعي الخواطر» في وقت واحد، ونستطيع أن نراقب ذهنه وهو يعمل في حركته السريعة بين الأشكال والألوان والألفاظ والمعاني، كما نراقب البنية الحية وهي تعمل من وراء المجاهر والكواشف، فانظر إلى لون الوجه «الأحيمر» القاشر، وإلى نذير السوء والبلاء، أين هما؟ وماذا يجمع بينهما من الصلة والمناسبة؟ لا صلة ولا مناسبة! ولكن ضع بينهما المريخ ولونه الأحمر، ثم ضع مع المريخ ما اقترن به في الأساطير من خصائص الحرب والفتنة تنتظم العلاقة، وتنعقد المناسبة من جميع أطرافها، وقل مثل ذلك في لون العين ولون السيف القاضب! وفي «الطالب» الذي لا يقابله إلا «الهارب»، وفي «الطلب» الذي يعقد الشبه بين الموت وذلك الكاتب! وفرق هذا كله فإذا هو أبعد المتفرقات، واجمعه كما جمعه ابن الرومي، فإذا هو أقرب المناسبات، وألزم العلاقات. •••

ولقد ضاعف العصر ما في نفسه من الاستعداد للطيرة من هذه الجوانب الكثيرة، فاستعصى عليه علاجها، وسهلت عليه مطاوعتها والإغراق فيها ، فقد كان أصح الأصحاء في عصره يصدق الطوالع، ويؤمن بالسعد والنحس، والتفاؤل والتشاؤم، فزعم ابن الرومي أن الطيرة موجودة في الطبائع، وأنه ما من أحد إلا يتفاءل بأشياء ويتشاءم بأشياء، ويتخذ العلامات من ظواهر الزمان لخفاياه، ومن فلتات لسانه لما في دخائل ضميره!

وكثر التصحيف في زمنه، بل كثر في بيت من بيوت الرؤساء التي اتصل بها وتردد عليها في مجالس سمرها ولهوها؛ وهو بيت بني طاهر، ولاة الحكم في خراسان والشرطة ببغداد، ومن رءوسه عبد الله بن طاهر الذي قال ملغزا في اسم ظريف:

اسم من أهواه اسم حسن

فإذا صحفته فهو حسن

Bog aan la aqoon